@ 110 @ .
من عنده وأعلمناكم لتكونوا على بصيرة إذ ربما يبلغ المرجفون على عادتهم النازلة على غير وجهها والسلام في ثامن عشر شعبان المعظم عام ثمانية وسبعين ومائتين وألف $ إيقاع السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن رحمه الله بعرب الرحامنة $ .
لما كان السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن رحمه الله ببلاد الغرب مشتغلا بأمر الإصبنيول وحربه على تطاوين ثار عرب الرحامنة بالحوز وعمدوا إلى سوق الخميس بمراكش فأغاروا عليه وانتهبوه وسلبوا المارة وأرباب الجنات وضايقوا أهل مراكش حتى منعوهم من الارتفاق حول المدينة فانقطعت السبل وارتفعت الأسعار وقطع الرحامنة ما حول الأسوار من الأشجار واحتطبوها وحصدوا الزروع في الفدن واغتصبوها واشتد الحصار وتخاذلت الأنصار ودام الحال إلى أن فرغ السلطان رحمه الله من حرب الإصبنيول وفتنة الروكي فوجه وجهته إلى مراكش فلما قرب منها تحزب الرحامنة وأجمعوا على حربه فانحازوا إلى ناحية الرميلة والأودية وزاوية ابن ساسي ليحولوا بينه وبين الدخول إلى مراكش فهجم عليهم وأوقع بهم وقعة سيقوا بها بعد ساعة إلى مراكش مقرنين في الحبال حتى ضاقت بهم السجون ولولا أنه رحمه الله كف أيدي الجيش عنهم لاستأصلوهم ثم عفا عنهم بعد أن انتزع منهم بلاد آيت سعادة وغواطم والأودية وهي من أخصب البلاد وأزكاها وكتب السلطان في هذه الوقعة لأخيه المولى الرشيد بكتاب مختوم عليه بالخاتم الكبير بن الافتتاح والخطاب وبداخل الخاتم محمد بن عبد الرحمن غفر الله له وبدائرته .
( ومن تكن برسول الله نصرته % إن تلقه الأسد في آجامها تجم ) ! < وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب > ! هود 88 وبأركان الخاتم الله