@ 109 @ .
تكون غنيمة له وقال لهم اتخذوا الشكائم أي الأرسان من الدوم وأعدوها لتقودوا بها خيل السلطان فاتخذ جمع عظيم من العامة الحبال والأرسان وتوشحوا بها تحت الثياب وجعلوا يتبعون الروكي أينما ذهب انتظارا لوعده ولما قرب المولى الرشيد منه أخذ أمره في النقصان وناموسه في البطلان ولما كان المولى الرشيد قرب سوق الأربعاء من بلاد سفيان جعل الشكائمية يقربون من المحلة ويتطوفون حولها مختفين بالأودية والشعاب والكدى ينتظرون هزيمتها بخارق من خوارق دجالهم فأعلم المولى الرشيد بمكانهم فبعث الخيل فالتقطوهم في ساعة واحدة ولم يفلت منهم إلا القليل وسيقوا إلى رباط الفتح فسجنوا به مدة وأما الروكي فإنه قصد جبل زرهون ودخل روضة المولى إدريس الأكبر رضي الله عنه فاجتمع عليه جماعة من الأشراف الأدارسة والعلويين وغلقوا أبواب القبة وتقدم إليه شريف علوي ففتك فيه وأراح الناس من شره واحتزوا رأسه ويده وحملوهما إلى السلطان فبعث بهما إلى مراكش فعلقا بجامع الفناء مدة وكان جهلة العوام لا يصدقون بموته وبقوا ينتظرون رجعته سنتين أو ثلاثا ! < ومن يضلل الله فما له من هاد > ! الرعد 33 وكان مقتل الروكي في أواسط شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ولم تجاوز مدته أربعين يوما وكان مما كتبه السلطان في شأنه ما نصه وبعد فإن فتانا من سفيان مرق من الدين وفتن بأمور شيطنته من اغتر به من المسلمين وجمع عليه أوباشا من أمثاله وأضرابه وأشكاله وتقدم بهم لدار خديمنا ابن عودة فقتلوه ثم تقدم بهم للشراردة فقاتلوه ثم تقدم بهم لزاوية مولانا إدريس فقاتله أهلها قتالا يرضي الله ورسوله ولم يحصل لهم من قتاله ضجر ثم قبضوا عليه وقتلوه وعلقوا رأسه بباب الزاوية المسمى بباب الحجر وأغلقوا الأبواب بعد ذلك على من دخل معه من أتباعه وأنصاره وأشياعه فقبضوا عليهم وجعلوهم في السلاسل والأغلال ونحن على نية إقامة الحد عليهم إن شاء الله جزاء وفاقا على ما ارتكبوه من الفساد وقبيح الأعمال ومن كان منهم حينئذ خارجا عن الباب تخطفته الأيدي وجنوا ثمار ما سعوا فيه من البغي والتعدي وقطع دابر جميعهم فالحمد لله حق حمده وما كل نعمة إلا