@ 108 @ .
من ذي القعدة منها توفي والدنا الفقيه المرابط الأخير أبو البقاء خالد بن حماد بن محمد الكبير الناصري بقبيلة سفيان ودفن بتربة الشيخ أبي سلهام رضي الله عنه وكان رحمه الله من الورع والتحري في أكل الحلال على جانب عظيم بحيث فاق أكثر أهل زمانه في ذلك وكان دينا وقورا كثيرالأوراد ذا صمت وجد وله إلمام بالفقه والسيرة النبوية مرجو البركة عند العامة رحمنا الله وإياه والمسلمين $ ثورة الجيلاني الروكي ومقتله $ .
كان الجيلاني الروكي من عرب سفيان رجلا خامل الذكر ساقط القدر حرفته رعي البهائم ونحو ذلك من عمل أهل البادية فوكل به جني أو شيطان ففاه بالمخاريق وتبعته العامة فثار ببلاد كورت وتقدم إلى دار القائد عبد الكريم بن عبد السلام بن عودة الحارثي السفياني في أخلاط من الأوباش بالعصي والمقاليع فحاصر القائد المذكور في داره من الظهر إلى الغروب ثم اقتحم العامة عليه داره فقتلوه وقتلوا جماعة من إخوته وبني عمه ونهبوا ما وجدوا بداره وكان شيئا كثيرا من المال والأثاث وبقي أولئك القتلى مصرعين بفناء الدار ثلاثة أيام لم يدفنوا وافتتنت العامة بهذا الروكي ونسبوا له الخوارق والكرامات من غير استناد إلى دليل ووعدهم بأنه يستولي على الملك ويحكم المتمسكين بدعوته في الأموال كيف شاؤوا وضاعت نفوس في تلك الفتنة ونهبت أموال واختلط المرعى بالهمل وكنت حاضرا لهذا الخطب العظيم فكان من افتتان العامة بهذا المعتوه واعتقادهم فيه وجهلهم المركب في أمره ما لا يكاد يصدق به إذا حكي وكان السلطان سيدي محمد رحمه الله يومئذ برباط الفتح فاهتز لهذا الخطب لأن الشيطان كان قد نفخ في أباطيل الروكي وشاعت في العالم حتى اهتز لها النصارى الذين كانوا بتطاوين وحدثوا أنفسهم بالفرار ثم إن السلطان رحمه الله أغراه أخاه المولى الرشيد فلما سمع الروكي بمجيئه وعد أوباشه بأنه سينصر عليه وأن خيل السلطان