@ 88 @ .
من قتال الكر والفر وذلك لأن قتال الزحف ترتب فيه الصفوف وتسوى كما تسوى القداح أو صفوف الصلاة ويمشون بصفوفهم إلى العدو قدما فلذلك تكون أثبت عند المصارع وأصدق في القتال وأرهب للعدو لأنه كالحائط الممتد والقصر المشيد لا يطمع في إزالته .
وفي التنزيل ! < إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص > ! الصف 4 اه ولازال العدو هكذا يتنقل شيئا فشيئا حتى وصل إلى وادي يعرف بوادي آسمير وكان يتحرى في تنقلاته يوم السبت معتمدا في ذلك حكما نجوميا على ما قيل فلما احتل بآسمير صادف ريحا شرقية هاج من أجلها البحر حتى لم تقدر مراكبه أن تحاذيه قرب الساحل فانقطعت عنه مادة البحر وطلع ماء البحر في وادي النيكرو من خلفه فأفعمه وقطع عنه المادة من سبتة كما طلع أيضا في وادي آسمير من أمامه فحبسه عن العبور وصار العدو متوسطا بين الوادين والبحر عن يساره وانقطعت عنه المواد حتى حكى بعض عسكره بعد ذلك اليوم أن الكليطة وهي خبزة صغيرة تشبه البقسماط كانت أول النهار تباع ببسيطة وفي آخره بيعت بريال ولا وجود لها وأيقنوا بالهلاك لو وجدوا من ينتهز الفرصة فيهم ولكن أين اليد الباطشة وبقوا على تلك الحال يومين أو ثلاثة ثم سكن البحر وانفش الواديان وجاءه المدد ولما رأى المسلمون أن العدو وصل إلى ذلك المحل تقهقروا ونزلوا بمدشر القلالين بينه وبين تطاوين نحو نصف ساعة ثم إن العدو عبر الوادي من آخر الليل وأصبح بموضع يقال له المضيق وكان متطوعة الأعراب في هذه المدة على قسمين الحازمون وأهل الغيرة منهم يقولون لولا أنه بين الجبال ومتحصن بالمتارزات لفعلنا وفعلنا والآخرون يقول أحدهم ما لي وللتقدم إلى هذه الشرشمة وإنما أهل تطاوين يقاتلون عن تطاونهم وأما أنا فحتى يصل إلي بخيمتي في عبدة أو دكالة أو كلاما هذا معناه كأنه يعتقد أنه لا تجب عليه نصرة المسلمين نعم الذين قاتلوا قتالا شديدا وأحسنوا الدفاع وقاموا بالنصرة بنية خالصة وهمة صادقة هم طائفة من شبان أهل فاس وطائفة من أهل زرهون والبعض من آيت يمور وخصوصا