@ 73 @ .
التقدم وفي الحديث الشريف كبر كبر ومنذ نوينا توجيهكم لهذه الوجهة السعيدة ونحن نجيل الفكر فيمن نوجهه معكم حتى وقع اختيارنا على خديمنا الحاج محمد الرزيني لكونه نعم الرجل واجتمع فيه من الأوصاف المحمودة ما افترق في غيره فكونوا له بمنزلة الأولاد البررة وليكن لكم بمنزلة الوالد الشفيق كما قال القائل .
( وكان لها أبو حسن علي % أبا برا ونحن له بنين ) .
وآزرناه بالحاج أبي جنان البارودي لمروءته وحسن هديه وسمته وكلاهما خير والحمد لله وآثرناكم على أنفسنا بالفقيه الأوحد المشارك السيد المهدي ابن سودة وتوجه معه أخوه وهو أيضا ممن يشفع بعلمه فأوفوا كل واحد منهم قسطه ومستحقه مما أرشد إليه الرسول فهذب وأدب إذ قال ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه وحافظوا على دينكم واشتغلوا بما يعنيكم واتركوا ما لا يعنيكم ففي الحديث الشريف من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه واعكفوا على قراءتكم ولا تضيعوا الأوقات في البطالة خصوصا ما يتعلق بالعبادة التي أنتم بصددها فمن الآن اصرفوا كليتكم لقراءة المناسك وابدؤوا بأسهلها وأقربها مناسك المرشد المعين ثم منها إلى ما هو أوسع فروعا وأكثر مسائل وعلى الفقيه السيد المهدي المذكور أن لا يألو جهدا ونصيحة في تعليمكم والقراءة معكم واجعلوا أيضا وقتا مع أخيه فإنه من طلبة الوقت المدرسين فلم يبق لكم عذر في التقصير والبطالة وكل من توجه معكم من الأصحاب والأتباع والدايات فهو في رعايتكم وفي الحديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فعلموهم أمر دينهم ومناسك حجهم وخاطبوهم في ذلك على قدر ما يفهمون ليكون عملهم في صحيفتكم وفي الحديث خيركم من تعلم وعلم وفيه أيضا لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وتحلوا بحلية أهل الفضل والكمال وكونوا على ما ينبغي من الأدب مع الخلق ومع الخالق وهذبوا أخلاقكم وهشوا وبشوا لملاقاة الناس وعاملوا كل واحد بما يستحقه ولا زال الناس يذكرون هنالك أخاكم مولاي سليمان