@ 72 @ .
فأوصاه بما تنبغي الوصاة به وأخبره أن المال الذي عينه للنفقة على الأولاد المذكورين هي نفقة جمعت من حلال بعضها من أصول بتافيلالت وبعضها من غيرها مما هو حلال وقال له احتفظ بذلك المال واجعل السخاء فيه بمنزلة الملح في الطعام اه ولما عزم الأولاد المذكورين على الانفصال إلى وجهتهم أصحبهم السلطان رحمه الله وصية كافية يقول فيها ما نصه الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أولادنا عبد الله وإبراهيم وعليا وأبا بكر وجعفرا وفقنا الله وإياكم للعمل بطاعته وحفظكم وأرشدكم وتولاكم وكان لكم في سائر أحوالكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فإنه لما كانت الأولاد قطع الأكباد وعماد الظهور وثمار القلوب وشفاء الصدور وجب أن يكون لهم الآباء السماء الظليلة والسحابة المنيلة وخير الآباء للأبناء ما لم تدعه المودة للتفريط في الحقوق وخير الأبناء للآباء ما لم يدعه التقصير إلى المخالفة والعقوق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولاد من رياحين الجنة وقال القائل .
( وإنما أولادنا بيننا أكبادنا % تمشي على الأرض ) .
( إن هبت الريح على بعضهم % تمتنع العين من الغمض ) .
هذا وإن أولى ما زود به والد ولده وصية يتخذها في سفره إمامه ومعتمده فاعلموا أنا وجهناكم لحج بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام واستودعناكم الله الذي لا تضيع ودائعه فاقدروا قدر هذه الوجهة التي قصدتموها واعرفوا حق هذه العبادة التي يممتموها فتوجهوا لها بحسن النية راجين من الله سبحانه بلوغ القصد والأمنية وأوصيكم بتقوى الله في السر والعلانية فإن خير الزاد التقوى وبما أوصى به إبراهيم بنيه ! < يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون > ! البقرة 132 وبما قال لقمان لابنه وهو يعظه ! < يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم > ! ! < يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر > ! لقمان 13 ، 17 الآية واستوصوا بعضكم بعضا خيرا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة وأخوكم مولاي عبد الله أكبركم فكونوا عند إشارته فإن للسن حقا في