@ 71 @ .
وفي هذه السنة انعقدت الشروط بين السلطان وبين النجليز وهي قسمان قسم في أمور التجارة وبيان الصاكة والأعشار وأن لا تعطى من أعيان السلع إلا إذا أراد التاجر ذلك عن طيب نفسه وهي خمسة عشر شرطا وقسم في أمور الهدنة بشمول الأمن والاحترام لرعيتي الجانبين في أي موضع كانوا وهي ثمانية وثلاثون شرطا وكان المباشر لعقدها أبو عبد الله محمد الخطيب التطاوني بطنجة $ بعث السلطان المولى عبد الرحمن أولاده إلى الحجاز وما اتفق لهم في ذلك $ .
وفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بعث السلطان رحمه الله أولاده إلى الحجاز بقصد أداء فريضة الحج وهم المولى علي والمولى إبراهيم والمولى عبد الله والمولى جعفر وابن عمهم المولى أبو بكر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله وبالغ السلطان رحمه الله في حسن تجهيزهم بما لم يتقدم مثله لإخوتهم الذين حجوا قبلهم لا من الأموال ولا من الرجال ولا من الأدوات والمراكب الفارهة والمرافق العديدة وبعث معهم من الأموال شيئا كثيرا لأشراف الحرمين ولخواص معينين من الفقهاء والمجاورين ووجه أكابر التجار والأمناء العارفين بعوائد البلاد والأقاليم والأمم مثل الحاج محمد بن الحاج أحمد الرزيني التطاوني والحاج محمد بن جنان البارودي التلمساني وبعث معهم قاضي مكناسة الفقيه العلامة السيد المهدي بن الطالب بن سودة المري الفاسي وأخاه الفقيه العلامة السيد أحمد بن سودة في جملة من الفقهاء يقرؤون عليهم .
أخبرني الحاج عبد الكريم بن الحاج أحمد الرزيني وهو أخو الحاج محمد المذكور آنفا أن السلطان المولى عبد الرحمن رحمه الله لما عزم على بعث أولاده إلى الحجاز استدعى الأمين الحاج محمد المذكور فدخل عليه