@ 53 @ .
بها وبقيت في يده بما فيها وكانت مصيبة عظيمة وفجيعة كبيرة لم تفجع الدولة الشريفة بمثلها وكان هذا الحادث العظيم في الساعة العاشرة من النهار منتصف شعبان سنة ستين ومائتين وألف ولما رجع المنهزمة تفرقوا شذر مذر وأهلك الناس العطش والجوع والتعب حتى كان نساء عرب آنكاد يستلبنهم كيف شئن وانتهى الخليفة إلى تازا فأقام بها أربعة أيام ريثما اجتمع إليه الرماة وضعاف الجيش ثم قدم فاسا وكان السلطان رحمه الله قادما من مراكش إلى فاس فاتصل به خبر الوقعة وهو برباط الفتح فنهض إلى فاس مجدا واتصل به في أثناء طريقه خبر وقعتين اثنتين أخريين وهما هجوم الفرنسيس على طنجة والصويرة ورميه إياهما بألوف من الكور والبنب ووقع بالصويرة حادث عظيم بسبب الغوغاء الذين بالبلد والشياظمة المجاورين لهم فإنهم لما رأوا العدو دخل الجزيرة ظنوا أنه سيدخل البلد فمدوا أيديهم للنهب وكان ذلك أولا في اليهود ثم عم غيرهم وكان ما كان مما لست أذكره فكان هذا مما زاد غيظ السلطان وكمده فعمد إلى جماعة من قواد الجيش وحلق لحاهم تأديبا لهم .
وذكر منويل هذه الوقعة فزعم أن عساكر الفرنسيس كانت يومئذ عشرة آلاف وإنه كان غرضه محاربة الذين كانوا يحاربونه على أطراف البلاد حتى لقد أعطى خط يده للنجليز أنه إذا حارب وغلب لا يتملك من أرض المغرب شيئا قال فلذلك لما وقعت الهزيمة بعث بإثرها رسله يطلب الصلح مع أن السلطان المولى عبد الرحمن لم يظهر عجزا ولا فل ذلك من غربه بل استأنف الجد وشرع في جمع العدد اه كلامه .
ثم إن السلطان رحمه الله هادن الفرنسيس على يد الفقيه أبي سلهام بن علي آزطوط عامل طنجة والعرائش على شروط ثمانية من جملتها نفي الحاج عبد القادر من تلك البلاد لما في بقائه هنالك من آثاره الفتنة بين الدولتين بلا فائدة ودعت المصلحة الوقتية السلطان رحمه الله إلى أن أسقط عن جنس