@ 54 @ .
الدينمرك وجنس السويد ما كانا يؤديانه إلى الدولة العلية كل سنة فالأول خمسة وعشرون ألف ريال والثاني عشرون ألف ريال وكذلك أسقط عن غيرهم وظائف أخر والأمور كلها بيد الله ! < لا يسأل عما يفعل وهم يسألون > ! الأنبياء 23 .
وفي سنة إحدى وستين ومائتين وألف أخذت السكة في الارتفاع وكان الريال الكبير ذو المدفع بست عشرة أوقية والريال الصغير الإفرنك بخمس عشرة أوقية والبندقي بثلاثين أوقية والدرهم الصغير بأربع موزونات والكبير بست موزونات ولما أخذت السكة في الارتفاع أخذت الأسعار في الارتفاع أيضا وحاول السلطان رحمه الله حصرها فلم تنحصر وعلة ذلك والله أعلم أنه لما وقع مع الفرنسيس هذا الصلح وأسقط السلطان عن الأجناس ما كانت تؤديه كثر خطارهم وتجارهم بمراسي المغرب وازدادت مخالطتهم وممازجتهم لأهله وكثرت تجارتهم في السلع التي كانوا ممنوعين منها وانفتح لهم باب كان مسدودا عليهم من قبل فظهر أثر ذلك في السكة وفي السلع أما السكة فلأن سكتهم كانت هي الغالبة وهي أكثر روجانا من سكة المغرب فلا بد أن يكون الحكم والتأثير لها والتجار يعتبرون فيها من الفضول والأرباح الناشئة عن تغاير القطرين ما لا يهتدي إليه غيرهم من العامة وتبعهم على ذلك تجار المسلمين وأما السلع فلأن تجار النصاري يغالون في أثمانها أكثر من غيرهم كما هو مشاهد ثم ما دامت بلاد الفرنج مترقية في التمدن وحسن الترتيب واتساع الأمن والعدل إلا وسككنا وأسعارنا دائمة الترقي في الغلاء على نسبة كثرة المخالطة واتساع مادة البيع والشراء فتأمله والله الموفق .
وفي هذه السنة ثار أهل رباط الفتح على عاملهم الحاج محمد بن الحاج محمد السوسي وكان السبب في ذلك أن الحاج محمد بن الحاج الطاهر الزبدي من أهل الوجاهة بالرباط ومتبوع العقب فيها وكان كثيرا ما يجالس