@ 45 @ .
المذكورة وفي محرم فاتح سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف توفي الوزير الشهير السيد المختار بن عبد الملك الجامعي بمراكش واستوزر السلطان بعده الفقيه أبا عبد الله محمد بن علي الحاجي النكنافي مدة يسيرة ثم أخره ورد وزيره الأقدم أبا عبد الله محمد بن إدريس رحم الله الجميع وفي هذه السنة كان الوباء بالمغرب بالإسهال والقيء وغور العينين وبرودة الأطراف .
وفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف ورد سؤال من عند الحاج عبد القادر بن محيي الدين إلى علماء فاس يقول فيه ما نصه .
الحمد لله سادتنا الأعلام أئمة الهدى ومصابيح الظلام فقهاء الحضرة الإدريسية ومرمى المطالب ومحط الرحال العيسية أطباء أدواء الدين ومحقين حقه ومبطلين باطله ومنتجين قضاياه المتخيلة عقيمة وباطلة جوابكم أبقاكم الله فيما عظم به الخطب واشتد به الكرب بوطن الجزائر الذي صار لغربال الكفار جزائر وذلك أن العدو الكافر يحاول ملك المسلمين مع استرقاقهم بالسيف وتارة بحيل سياسته ومن المسلمين من يداخلهم ويبايعهم ويجلب الخيل إليهم ولا يخلو من دلالتهم على عورات المسلمين ويطالعهم ومن أحياء العرب المجاورين لهم من يفعل ذلك ويتمالؤون على الجحود والإنكار فإذا طلبوا بتعيينه جعجعوا والحال أنهم يعلمون منهم الأعين والآثار فما حكم الله في الفريقين في أنفسهم وأموالهم فهل لهم من عقاب أم يتركون على حالهم وما الحكم فيمن يتخلف عن المدافعة عن الحريم والأولاد إذا استنفره نائب الإمام للدفاع والجلاد فهل يعاقبون وكيف عقابهم ولا يتأتى بغير قتالهم وهل تؤخذ أموالهم وأسلابهم كيف العمل فيمن يمنع الزكاة أو يمنع بعضها من التحقق بعمارة ذمته في الحال فهل يصدق مع قلة الدين في هذا الزمان أم يكون للاجتهاد فيه مجال ومن أين يرزق الجيش المدافع عن المسلمين الساد ثغورهم عن المغيرين ولا بيت مال وما يجمع من الزكاة لا يفي بشبعهم فضلا