@ 42 @ .
وعرضوا عليه ما في أنفسهم فتجافى عن منصب الرياسة وأظهر الورع واعتذر بأنه قد شاخ وذهب منه الأطيبان وإنما هو هامة اليوم أو غد فسدكوا به وتطارحوا عليه فأشار عليهم بولده الحاج عبد القادر بن محيي الدين وكان له يومئذ عدة أولاد ليس الحاج عبد القادر أكبرهم ولا أعلمهم ولا أصلحهم وإنما كان فيه مضاء وإقدام فأسعفوه بشرط أن يكون نظره منسحبا عليه ومشيرا بما تدعو الضرورة إليه ولما تم أمر الحاج عبد القادر جمع كتيبة من بني عامر والحشم وزحف إلى وهران وكانت يومئذ في ملكة النصارى قد استولوا عليها منذ ستة أشهر أو سبعة فأوقع بهم وقعة شنعاء قتل فيها وأسر وأبلغ في النكاية ورجع مظفرا منصورا فتيمنوا به وأحبوه وتمكن منهم ناموسه واتخذ عسكرا من الحشم وبني عامر لا بأس به ولما سمع به أهل تلمسان وهم أحوج ما كانوا إلى من يقوم بأمرهم وفدوا عليه وأخبروه بما كان منهم من مبايعة السلطان المولى عبد الرحمن صاحب مراكش وفاس وأنهم يبايعونه على بيعته والإعلان بدعوته فأجابهم الحاج عبد القادر إلى ذلك وأخذ عليهم البيعة وأظهر الطاعة والانقياد للسلطان المولى عبد الرحمن وخطب به على منابر تلمسان وغيرها وولى على تلمسان وأعمالها وزيره أبا عبد الله محمد البوحميدي الولهاصي وكتب إلى السلطان يعلمه بأنه بعض خدمه وقائد من قواد جنده واستقام أمر الحاج عبد القادر وثبتت قدمه في تلك الإيالة التلمسانية ثم إن قبيلتي الزمالة والدوائر الذين قدمنا ذكرهم انحرفوا عن الحاج عبد القادر لأسباب منها أنهم كانوا معادين للحشم ولما قرب الحاج عبد القادر الحشم وجعلهم جنده ازدادت عداوتهم ونفرتهم عن الحاج عبد القادر وساروا إلى وهران وأعلنوا بدعوة الفرنسيس فقبلهم وحماهم وحدثت بينه وبين الحاج عبد القادر بسببهم حروب صعبة .
حدثني الأمين السيد الحاج عبد الكريم ابن الحاج أحمد الرزيني التطاوني قال ذهبت سنة سبع وأربعين ومائتين وألف إلى مدينة وهران بقصد التجارة بها وذلك عقب استيلاء الفرنسيس عليها قال وكنت يومئذ في سن