@ 41 @ .
الوصيف القائد فرجى وقدم الطاهر بن مسعود فأخرجت فيه عمارة وحز رأسه ثم قدم الحاج محمد بن الطاهر ففعل به مثل صاحبه فيقال إنه زهقت نفسه قبل القتل لأنه لم يسل منه دم وأما الطاهر بن مسعود فسال منه دم كثير وأمر سيدي محمد ولد السلطان بمواراته فووري وأما ابن الطاهر فإنه رمي على المزبلة ووكل به الحرس إلى أن أكلته الكلاب ولم يبق إلا رجلاه بالقيد وكان ذلك في حدود خمسين ومائتين وألف وأما ابن فرحون وأصحابه فإنهم استمروا في سجن الجزيرة إلى أن هلكوا .
واعلم أن هذه الوقعة الهائلة دالة على كمال عقل السلطان ووفور حلمه وفضله حتى أنه ما عامل هؤلاء القوم الذين آذوه أشد الإذاية إلا ببعض البعض مما استوجبوه كما قال وكما رأيت وعلمت ونسأله سبحانه وتعالى أن يتغمدنا والمسلمين برحمته ويقينا وإياهم مصارع السوء وينيلنا الأمن في الدنيا والفوز في الآخرة بجنته إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير $ ظهور الحاج عبد القادر بن محيي الدين المختار بالمغرب الأوسط وبعض أخباره $ .
لما رجع جيش السلطان من تلمسان مع المولى على بن سليمان حسبما مر بقي أهل تلمسان فوضى ورجعت الحرب بين الحضر من أهلها والكرغلية جذعة وهاجت الفتن بين قبائل العرب الذين هنالك واختلط الحابل بالنابل وكان الفقيه المرابط محيي الدين عبد القادر المختاري نسبة إلى أحد أجداده المشهورين بتلك الناحية نازلا وسط حلة الحشم عند المشاشيل منهم وكان متظاهرا بالخير وتدريس العلم واتخذ زاوية لطلبة العلم وقراء القرآن فاشتهر عند أولئك القبائل واعتقدوه فلما دهم العدو أهل تلك البلاد وجاشت فيما بينهم الفتن اجتمع الحشم وبعض بني عامر وتفاوضوا فيما نزل بهم فأجمع رأيهم على بيعة الشيخ محيي الدين المذكور فذهبوا إليه