@ 211 @ غرة ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين ومائة $ بيعة الإمام إدريس بن عبد الله رضي الله عنه $ .
لما استقر إدريس بن عبد الله بمدينة وليلى عند كبيرها إسحاق بن محمد بن عبد الحميد الأوربي أقام عنده ستة أشهر فلما دخل شهر رمضان من السنة جمع ابن عبد الحميد عشيرته من أوربة وعرفهم بنسب إدريس وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرر لهم فضله ودينه وعلمه واجتماع خصال الخير فيه فقالوا الحمد لله الذي أكرمنا به وشرفنا بجواره وهو سيدنا ونحن العبيد فما تريد منا قال تبايعونه قالوا ما منا من يتوقف عن بيعته فبايعوه بمدينة وليلى يوم الجمعة رابع رمضان المعظم سنة اثنتين وسبعين ومائة .
وكان أول من بايعه قبيلة أوربة على السمع والطاعة والقيام بأمره والاقتداء به في صلواتهم وغزواتهم وسائر أحكامهم .
وكانت أوربة يومئذ من أعظم قبائل البربر بالمغرب الأقصى وأكثرها عددا وتلتها في نصرة إدريس والقيام بأمره مغيلة وصدينة وهما معا من ولد تامزيت بن ضرى .
ولما بويع إدريس رحمه الله خطب الناس فقال بعد حمد الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم أيها الناس لا تمدن الأعناق إلى غيرنا فإن الذي تجدونه من الحق عندنا لا تجدونه عند غيرنا .
ثم بعد ذلك وفدت عليه قبائل زناتة والبربر مثل زواغة وزواوة وسدراتة وغياثة ومكناسة وغمارة وكافة البربر بالمغرب الأقصى فبايعوه أيضا ودخلوا في طاعته فاستتب أمره وتمكن سلطانه وقويت شوكته .
ولحق به من اخوته سليمان بن عبد الله ونزل بأرض زتاتة من تلمسان ونواحيها كذا عند ابن خلدون في أخبار الأدارسة والذي عنده في أخبار بني العباس وكذا عند أبي الفداء أن سليمان بن عبد الله بن حسن قتل بوقعة فخ وجمع رأسه مع رؤوس القتلى فالله أعلم