@ 212 @ $ غزو إدريس بن عبد الله بلاد المغرب الأقصى وفتحه إياها $ .
ثم إن إدريس بن عبد الله رضي الله عنه اتخذ جيشا كثيفا من وجوه زناتة وأوربة وصنهاجة وهوارة وغيرهم وخرج غازيا بلاد تامسنا ثم زحف إلى بلاد تادلا ففتح معاقلها وحصونها وكان أكثر أهل هذه البلاد لا زالوا على دين اليهودية والنصرانية وإنما الإسلام بها قليل فأسلم جميعهم على يده .
وقفل إلى مدينة وليلى مؤيدا منصورا فدخلها أواخر ذي الحجة سنة اثنين وسبعين ومائة فأقام بها شهر محرم فاتح سنة ثلاث وسبعين ريثما استراح الناس ثم خرج برسم غزو من كان بقي من قبائل البربر بالمغرب على دين المجوسية واليهودية والنصرانية وكان قد بقي منهم بقية متحصنون في المعاقل والجبال والحصون المنيعة فلم يزل إدريس رحمه الله يجاهدهم في حصونهم ويستنزلهم من معاقلهم حتى دخلوا في الإسلام طوعا وكرها ومن أبى الإسلام منهم أباده قتلا وسبيا .
وكانت البلاد التى غزاها في هذه المرة حصون فندلاوة وحصون مديونة وبهلولة وقلاع غياثة وبلاد فازاز ثم عاد إلى مدينة وليلى فدخلها في النصف من جمادى الآخرة من السنة المذكورة