@ 32 @ .
السلام البوعناني فولاه خطة الحسبة بتلمسان وبعث من الكسي والرايات والأعلام والمدافع والمهاريس والبارود والرصاص شيئا كثيرا لكن لم يكن إلا ما أراده الله تعالى فافترقت كلمة العرب الذين هنالك لضعف إيمانهم وقلة همتهم فجلهم مال إلى الدخول في حزب النصارى عندما استولوا على مدينة وهران في هذه الأيام ثم سرى ذلك الاختلاف في قواد جيش السلطان فتنافسوا وتحاسدوا وكثر القيل والقال منهم على السلطان ثم ختموا عملهم بانتهاب أثاث الكرغلية وتقاعدهم عليه ثم بانتهاب مال الزمالة والدوائر وماشيتهم في جوار الشريف سيدي الحاج العربي بن علي الوزاني وفسد العمل وخاب الأمل فحينئذ رأى السلطان رحمه الله استرجاع تلك الجيوش التي لم يبق طمع في صلاحها بعد أن أمر بالقبض على القائد إدريس لكونه سعى به عنده وأنه شارك في نهب الكرغلية والزمالة والدوائر وتقاعد على النفيس من أثاثهم فرجعت الحلة وكان رجوعها في آخر رمضان من السنة المذكورة وفي هذه السنة منتصف جمادى الثانية منها حدثت زلزلة بقرية من قرى تلمسان تسمى البليدة فجعلت عاليها سافلها وهلك أهلها والأمر لله كيف شاء فعل $ خروج جيش الودايا على السلطان المولى عبد الرحمن والسبب في ذلك $ .
كان خروج جيش الودايا على السلطان المولى عبد الرحمن رحمه الله في المحرم فاتح سنة سبع وأربعين ومائتين وألف وكان السبب في ذلك أن الطاهر بن مسعود المغفري الحساني والحاج محمد بن الطاهر الغفري العقيلي والحاج محمد بن فرحون الجراري كانوا من كبار قواد هذا الجيش وأعيانه وكان السلطان رحمه الله يبعثهم في المهمات ويستكفي بهم في الأقطار النائية والجهات وكانوا هم يظهرون للسلطان الطاعة وهم في الباطن منحرفون عنه بسبب أن الدالة التي كانوا يدلون بها على السلطان المولى