@ 31 @ .
وفي أوائل رمضان من السنة المذكورة خرج القائد إدريس من تلمسان في جماعة من الجيش الذين معه بقصد تدويخ القبائل الذين هنالك وأخذ البيعة على من لم يكن بايع منهم وكان الذين بايعوا هم أهل معسكر والحشم والمشاشيل منهم وبنو شقران والمرابطون أهل غريس وورغية وتحليت وحميان وغير هؤلاء ونص بيعتهم الحمد لله الذي أنار الخلافة وجه الزمان وأطلع في صحيفة غرته طوالع السعد واليمن والأمان وهدى من ارتضاه من الأنام للدخول تحت ظل راية مولانا الإمام والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين وبعد فلما وفد على حضرة مولانا الخليفة أبي الحسن علي ابن أمير المؤمنين مولانا سليمان أعلى الله ثراه في عليين جميع القبائل المسطرة يمنته وقرأ عليهم كتاب مولانا المنصور ذي اللواء المنشور والسيف المشهور أمير المؤمنين مولانا عبد الرحمن ابن مولانا هشام أدام الله رعيه وجعل فيما يرضيه سعيه بمحضر خليفته الطالب الأرشد الماجد الأسعد القائد السيد إدريس الجواري وتلقوه بالإجلال والتعظيم والتبجيل والتكريم أشهدوا على أنفسهم أنهم عقدوا البيعة لمولانا الإمام أيده الله وأدام عزه وعلاه والتزموها بالسمع والطاعة وفي جيدهم انتظموها بيعة تامة مستوفية الشروط وافية العهود وثيقة الربوط قبلها الكل وارتضاها وأوجب العمل بمقتضاها فمن سمع ما ذكر ممن ذكر قيده في مهل جمادى الثانية عام ستة وأربعين ومائتين وألف وبعده علامة العدلين المتلقيين من رؤساء القبائل المذكورة فهولاء الذين بايعوا ومن لم يكن بايع بعد فهم الذين خرج القائد إدريس المذكور لأخذ البيعة عليهم كما قلنا .
والحاصل أن السلطان رحمه الله كان قد اعتنى بأمر هذه الناحية غاية الاعتناء وبذل المجهود في إمدادها بالعدد والعدد والمال مرة بعد أخرى وبعث الشريف البركة سيدي الحاج العربي بن علي الوزاني إلى أهل تلك البلاد يدعوهم إلى الطاعة ويحضهم على الدخول في أمر الجماعة لكونهم كان لهم فيه وفي سلفه اعتقاد كبير وبعث الشريف الأخير أبا محمد عبد