@ 33 @ .
سليمان رحمه الله انقطعت عنهم مع السلطان المولى عبد الرحمن وزالت من أيديهم فكانوا يمرضون في الطاعة بعض الأحيان والسلطان يطويهم على غرهم ويلبسهم على عرهم إلى أن كان البعث إلى تلمسان فوجههم إليه فيمن وجه من أعيان الجيش ورؤسائه فكانت قوارصهم لا تنقطع عن الدولة وشغبهم لا يفتر من التطاول والصولة ثم كان نهب الزمالة والدوائر فأبدؤوا في ذلك وأعادوا وشايعهم على فعلهم القائد أحمد بن المحجوب البخاري وأظهروا عدم المبالاة بالسلطان وخليفته وعامله وكانت بينهم وبين القائد إدريس الجراري منافسة باطنية فخاف من الاعتراض عليهم فيما ارتكبوه من النهب أن يسدوا برأسه هذا الخرق فأسعفهم وانتهب معهم وكان ما قدمناه من استرجاع السلطان لذلك الجيش وبعث من قبض على القائد إدريس بوجدة وجيء به إلى تازا فسجن بها ولما وصل جيش تلمسان إلى عنق الجمل قرب فاس خرج إليهم القائد الطيب الوديني البخاري وكان واليا على فاس فقيل أراد أن يقبض عليهم بإذن من السلطان وقيل أراد أن يحوز منهم أرحلهم وحقائبهم التي ملؤوها من النهب وكان الودايا والعبيد لما فعلوا فعلتهم تحالفوا وتعاهدوا على أن يكونوا يدا واحدا على من أرادهم بسوء كائنا من كان فلما خرج إليهم الطيب الوديني تجهموه وهموا به فرجع أدراجه وأنهى ذلك إلى السلطان فأغضى عنهم ثم بعد أيام عزم السلطان على القبض على الحاج محمد بن الطاهر العقيلي فأحس هو بذلك فذهب إلى الطاهر بن مسعود وتطارح عليه وقال له إني مقبوض لا محالة فإن ولاك السلطان من أمري شيئا فأحسن ولا تؤاخذني بما كان مني إليك وقد كان الطاهر بن مسعود قبل هذه المدة عاملا بتارودانت فعزله السلطان بابن الطاهر فأساء إليه فلهذا قال له ما قال فقال الطاهر بن مسعود وأنت مقبوض قال نعم قال علي وعلي لا جرى عليك أمر تكرهه ما دمت حيا ثم إن السلطان أحضر الحاج محمد بن الطاهر وأحمد بن المحجوب فقرعهما وأمر بالقبض عليهما فقبض أعوان الودايا على أخيهم وقبض أعوان العبيد على أخيهم وخرجوا بهما إلى السجن مع العشي وكان الطاهر بن مسعود قد