@ 30 @ .
الناس وكل ما تحتاجون إليه مما لا بد منه أخبرونا به يصلكم ولا تكتموا عنا شاذة ولا فاذة واعلم أن مولانا انتخبك من وسط أبناء جنسك وقربك منه ولا زلت لديه في الترقي فالله الله فكن عند الظن بك بارك الله فيك آمين وقد أكرم سيدنا كل واحد بما يناسبه من الكسوة وصنع لهم في كل بلد دخلوه مهرجانا وأدخلهم سيدنا لوسط داره وجميع جناته وأماكن المملكة التي لا يدخلها إلا الخاصة غايته أنهم نالوا من العناية فوق الظن ووقفنا معهم فوق ما تحب وفيهم الكفاية ولم يبق إلا ما عندك فكن عند الظن بك فإن سيدنا نصره الله جرب غيرك وطرحه وهذا معيارك نسأل الله أن يكون معيار التبر الخالص وما وعدك به سيدنا سيرد عليك حين تستقر بالبلد ويحسن تصرفك على عين الحاضر والبادي وفي وصية سيدنا في كتابه الشريف مقنع وعلى المحبة والسلام في ثالث عشر ربيع الثاني عام ستة وأربعين ومائتين وألف محمد بن إدريس لطف الله به اه نص الكتاب بحروفه .
ولما وصل المولى علي إلى تلمسان وجه السلطان في أثره خمسمائة فارس ومائة رام وجماعة وافرة من حذاق الطبجية من أهل سلا ورباط الفتح فيهم ولد عامل سلا محمد ابن الحاج محمد أبي جميعة وكان من النجباء ثم لما دخل المولى علي تلمسان واستقر بها فرح به الحضر من أهل تلمسان واغتبطوا به وقدمت عليه الوفود من كل ناحية وأخذ عليهم البيعة للسلطان هو والقائد إدريس وانحرف عنه الكرغلية من الترك الذين كانوا إدالة بقصبة تلمسان من لدن قديم وحاصرهم المولى علي وقاتلهم مدة إلى أن ظفر بهم واستولى على ما في أيديهم وانحرف عنه أيضا قبيلتا الدوائر والزمالة من عرب تلك الناحية ويقال إن أصلهم من جند كان للمولى إسماعيل رحمه الله بعثه إدالة بتلك الناحية واستمروا هنالك وتناسلوا إلى هذا التاريخ فأظفر الله المولى عليا بهم وانتهب الجيش متاعهم ومتاع الكرغلية من قبلهم ونشأ عن ذلك من الفساد ما نذكره بعد هذا إن شاء الله