@ 29 @ .
إليها الأعناق وتشوفت إليها من كل جانب العيون والأحداق فأعرضنا عن الكل صفحا وطوينا عنه الجوانب كشحا مقبلين إلى عتبة باب سيدنا نصره الله وسدته داخلين تحت طاعته ملتزمين لخدمته متوافقين مع القبائل والأمصار وأهل الرأي والاستبصار لعلمنا أن سيدنا نصره الله المتأهل في هذا الأمر العريق الجدير بالإمامة الحقيق كيف وقد ورثها كابرا عن كابر وإليهم انتهت المآثر والمفاخر فنطلب من سيدنا نصره الله أن يلتزم لنا بفضله من هذه البيعة القبول مستشفعين بجاه جده الرسول صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وصحابته المنتخبين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين اه .
ولما وقف السلطان رحمه الله على هذا الكلام قبل بيعتهم والتزمها وعقد عليهم لابن عمه المولى علي بن سليمان وأضاف إليه كتيبة من الجند من أعيان الودايا والعبيد ووجه الجميع مع أهل تلمسان بعد إكرامهم وتمام الإحسان إليهم وكتب إلى عامله القائد إدريس يستوصيه بالجميع خيرا ويكون بصيرة عليهم وأشركه في النظر والرأي مع المولى علي بل الاعتماد في الحقيقة إنما كان عليه وقد وقفت على كتاب الوزير أبي عبد الله بن إدريس بخط يده للقائد المذكور في هذه القضية يقول فيه ما نصه الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله محبنا وخال سيدنا الأرضى السيد إدريس بن حمان الجراري سلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته عن خير سيدنا أيده الله وبعد فقد وصلنا كتابك صحبة أعيان تلمسان وقبائل أحوازها فوقفنا معهم كل الوقوف وبذلنا المجهود فوق الطاقة وقبلهم مولانا وقابلهم بالإحسان والإكرام كما هو شأنه ذهابا وإيابا وهاهم وجههم مولانا مكرمين ورشح ابن عمه مولاي عليا للخلافة عليهم لما يعلم من عقله ودرايته وسياسته وأنه ذو نفس أبية لكون تلك النواحي لا يصلح لها إلا من اتصف بهذه الأوصاف ليميزوا حالة الساعة مع ما كانوا فيه وكما رشح مولانا ابن عمه المذكور رشحك لتكون واسطة بينهم وبينه لكون الأوصاف المذكورة موجودة فيك فكن عند الظن بك وإياك والطمع وازهدوا فيما في أيدي