@ 208 @ .
وكان مقتلهم بموضع يقال له فخ على ثلاثة أميال من مكة سنة تسع وستين ومائة كما قلنا وفي ذلك يقول بعض شعراء ذلك العصر .
( فلأبكين على الحسين % بعولة وعلى الحسن ) .
( وعلى ابن عاتكة الذي % واروه ليس له كفن ) .
( تركوا بفخ غدوة % في غير منزلة الوطن ) .
في أبيات والحسن الذي ذكره في هذه الأبيات هو الحسن بن محمد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وكان أسر في ذلك اليوم فضربت عنقه صبرا وابن عاتكة الذي ذكره هو عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ثم حمل رأس الحسين ومعه باقي الرؤوس إلى الهادي فأنكر عليهم حمل رأس الحسين ولم يعطهم جوائزهم غضبا عليهم $ دخول إدريس بن عبد الله أرض المغرب الأقصى $ .
قد تقدم لنا أن يحيى وإدريس ابني عبد الله حضرا وقعة فخ مع الحسين بن علي المذكور آنفا فأما يحيى فإنه فر من الوقعة المذكورة إلى بلاد الديلم في جهة الشرق ودعا الناس إلى بيعته فبايعوه واشتدت شوكته ثم إن الرشيد جهز إليه الفضل بن يحيى البرمكي في جيش كثيف فكاتبه الفضل وبذل له الأمان وما يختاره فأجابه يحيى بن عبد الله إلى ذلك وطلب يمين الرشيد وأن يكون بخطه ويشهد فيه الأكابر ففعل ذلك وحضر يحيى بن عبد الله إلى بغداد فأكرمه الرشيد وأعطاه مالا كثيرا ثم حبسه حتى مات في السجن .
وأما إدريس فإنه فر من الوقعة المذكورة ولحق بمصر وعلى بريدها يومئذ واضح مولى صالح بن المنصور ويعرف بالمسكين وكان واضح يتشيع لآل البيت فعلم شأن إدريس وأتاه إلى الموضع الذي كان مستخفيا