@ 9 @ .
أمر بهدمها وزيادتها في مسجد المولى إدريس رضي الله عنه وجمع الصناع والعملة على ذلك فتأنقوا فيه ما شاؤوا حتى جاء أحسن من المسجد القديم وكان الذي تولى القيام على ذلك الشريف المولى الهاشمي بن ملوك البلغيني فكمل ذلك في مدة يسيرة على غاية من الإبداع والإتقان وكتب الله أجر ذلك في صحيفة السلطان وفي هذه المدة توفي الشيخ الأكبر العارف الأشهر أبو عبد الله سيدي محمد العربي بن أحمد الدرقاوي رضي الله عنه وكانت وفاته ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من صفر سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف ودفن يوم الثلاثاء بأبي بريح من بلاد غمارة وقبره شهير وكان رضي الله عنه عجيب الحال كبير الشأن ورسائله موجودة في أيدي الناس وله فيها نفس مبارك نفعنا الله به وبأمثاله $ خروج السلطان المولى عبد الرحمن إلى مكناسة ونقله آيت يمور إلى الحوز ومسيره إلى مراكش $ .
لما سافر السلطان المولى عبد الرحمن السفرة الأولى إلى رباط الفتح كان قصده أن ينظر في أحوال الرعايا وما هي عليه حتى يكون على بصيرة فيما يأتي ويذر من أمرها ثم لما عاد إلى فاس استعد الاستعداد التام بقصد تدويخ المغرب وتمهيد أقطاره ولم شعثه وتدارك رمقه إذ كانت الفتنة أيام الفترة قد أحالت حاله وكسفت باله وكان المولى مبارك بن علي صاحب مراكش قد استولت عليه بطانة السوء وكثرت به الشكايات إلى السلطان فعزم السلطان رحمه الله على إعمال السفر إلى مراكش فخرج من فاس وقصد أولا مكناسة فلما دنا منها خرج العبيد إلى لقائه بالأعلام مرفوعة على العصي وكانوا جماعة يسيرة فقال لهم السلطان رحمه الله أين جند عبيد البخاري فقالوا هذه البركة التي أشأرتها الفتنة وعلى الله ثم عليك الخلف فدخل السلطان رحمه الله مكناسة وتفقد بيت مالها فألقاه أنقى من الراحة ووجد العبيد على غاية من القلة والخصاصة حتى لقد باعوا الخيل والسلاح وأكلوا