@ 8 @ .
محمد بن الطيب ثم نهض من فاس الجديد بقصد تفقد الممالك فجعل طريقه على بلاد سفيان وسار حتى وصل إلى قصر كتامة وعسكر هنالك بالكدية الإسماعيلية وبها وفد عليه المولى عبد السلام ابن السلطان المولى سليمان رحمه الله في جماعة من الأشراف والكتاب فيهم أبو عبد الله أكنسوس وكان المولى عبد السلام المذكور قد قدم من تافيلالت إلى مراكش عقب وفاة والده بقصد أخذ البيعة على أهل مراكش لأخيه المولى عبد الواحد بن سليمان وكان قد بويع بتافيلالت وأعطوه صفقة أيمانهم فلما صادف المولى عبد السلام الأمر قد تم للسلطان المولى عبد الرحمن واجتمعت كلمة أهل المغرب عليه سقط في يده فأعرض عما جاء لأجله وتدارك أمره عند السلطان بالوفادة عليه والدخول في بيعته .
قال أكنسوس لما قدمنا على السلطان المولى عبد الرحمن من مراكش إلى قصر كتامة أمر بإدخالي عليه لشدة تشوفه إلى أخبار السلطان المرحوم المولى سليمان فدخلت عليه وجلست بين يديه نحو ساعتين وسألني عن كل شاذة وفاذة قال ثم دخلت عليه بعد صلاة المغرب وسألني عن بقية الأخبار ثم ذكر أولاد عمه السلطان المرحوم وقال والله لا يرون مني إلا الخير ثم بعد يومين أو ثلاثة نهض إلى رباط الفتح فاستقر بها ثم وفدت عليه قبائل الحوز ورؤساؤها فعيد هنالك عيد الفطر من سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف ثم رجع إلى فاس ومعه أعيان قبائل الحوز الذين وفدوا عليه ولما احتل بفاس قدم عليه عمه المولى موسى بن محمد مع جماعة من أهل مراكش وفيهم المولى عبد الواحد بن سليمان المبايع بسجلماسة فأكرمهم وأجلهم ولم يلم أحدا من شيعة المولى عبد الواحد ولكن عفا وصفح وقابل بالإحسان ثم ولى على مراكش ابن عمه المولى مبارك بن علي بن محمد وبعثه في صحبتهم فقدمها وتصرف في أمرها إلى أن كان منه ما نذكره ثم أمر السلطان رحمه الله بشراء دار أبي محمد عبد السلام شقشاق الفاسي وكانت مجاورة لقبة المولى إدريس رضي الله عنه بينها وبين القيسارية ثم