@ 10 @ .
أثمانها فأنعشهم وجدد رسمهم وقواهم بالخيل والسلاح والجرايات حتى صلح أمرهم وذهب فقرهم .
قال صاحب الجيش وحاصل الأمر أن هذا السلطان رحمه الله وجد الدولة قد ترادفت عليها الهزاهز وصارت بعد حسن الشبيبة إلى قبح العجائز قد تفانت رجالها وضاق مجالها وذلك من وقعة ظيان إلى موت السلطان المولى سليمان فلما جاء الله بهذا السلطان المؤيد لم يجد بها إلا رمقا قليلا وخيالا عليلا قد وهت دعائمها وأشرفت على الانهدام المفضي إلى حالة الانعدام فأمده الله بضروب السعادة الخارقة للعادة فقام بأعبائها بلا مال ولا رجال والعناية من الله تساعده والفشل يباعده حتى أقام بناء الملك الإسماعيلي على أساسه ورد روحه إلى الجسد بعد خمود أنفاسه ولما قضى رحمه الله أربه من مكناسة صرف عزمه إلى آيت يمور وكانوا نازلين بجبل سلفات وبالولجة الطويلة من عهد السلطان سيدي محمد رحمه الله فعفوا وكثروا وأطغاهم نزولهم بتلك الأرض العجيبة ذات المزارع الخصيبة فأضروا بجيرانهم من أهل زرهون وأهل الغرب وغيرهم فأمر السلطان رحمه الله القائد أبا عبد الله محمد بن يشو المالكي العروي أن يحتال في كيادهم والإيقاع بهم ففعل وقبض على نحو الأربعمائة منهم وبعث بهم إلى السلطان ثم نقلهم السلطان إلى حوز مراكش وسار إلى رباط الفتح فاحتل به وعقد لأخيه المولى المأمون بن هشام على مراكش وولاه عليها مكان المولى مبارك بن علي .
ثم خرج السلطان من رباط الفتح قاصدا مراكش فمر بقبائل الشاوية وساس أمرهم بما اقتضاه الحال وقتل الهاشمي بن العباس الزياني وكان هذا قد قتل قائد الشاوية أبا إسحاق إبراهيم الوراوي احتال عليه بأن دعاه للاصطياد فلما خلا به رماه برصاصة فقتله بالموضع المعروف بتادارت قرب مديونة فأمر السلطان رحمه الله بالهاشمي أن تضرب عنقه بذلك الموضع وذلك بعد أن ولاه على قبيلته مدة ثم مر بقبائل دكالة فأوقع بالعونات وتقدم إلى مراكش فلما دخلها بعث من جاء بمحمد بن سليمان الفاسي موقد نار