@ 7 @ .
إلى أن بويع المولى عبد الرحمن وكان ابن الغازي من أصحاب الشيخ المذكور وممن له فيه اعتقاد كبير فوفد عليه أولاد الشيخ ونزلوا عليه لكي يسعى في تسريح والدهم وألحوا عليه فلم يجد بدا من إظهار الطاعة للسلطان والدخول في الجماعة فوفد على السلطان في جمع من وجوه قومه بهديتهم وبيعتهم فلما رأى باقي البربر الذين حالفوه من آيت أدراسن وجروان أنه قدم على السلطان ظهر لهم خيانته فنبذوا ذلك العهد وسارعوا إلى بيعة السلطان وخدمته بأموالهم وأنفسهم فقدم عليه الحسن بن حمو واعزيز كبير آيت أدراسن في وجوه قومه وأدى الطاعة ودخل في حزب الجماعة وعليه وعلى ابن الغازي كان يدور أمر البربر في ذلك الوقت فخذل الله فيما بينهم وجمع كلمتهم على السلطان من غير ضرب ولا طعن ولا إيجاف بخيل ولا رجل فقابلهم السلطان بغاية الإحسان لا سيما ابن الغازي فإنه إستخلصه وجعله عمدة رأيه وعيبة سيره حتى كان لا يقطع أمرا دونه بعد أن سرح له الشيخ أبا عبد الله الدرقاوي رحمه الله .
ثم إن السلطان زوج ابن الغازي بإحدى حظايا عمه السلطان المرحوم وهي ابنة القائد عمر بن أبي ستة فعلا قدر ابن الغازي في الدولة بذلك واطمأن إلى السلطان بعد أن كان يسايره على أوفاز وذهب معه إلى مراكش مرتين حسبما نذكره بعد إن شاء الله $ نهوض السلطان المولى عبد الرحمن لتفقد أحوال الرعية ووصوله إلى رباط الفتح $ .
لما فرغ السلطان المولى عبد الرحمن رحمه الله من أمر الوفود والتهاني بحضرة فاس التفت إلى النظر في أحوال الرعية وتثقيف أطراف المملكة فولى على فاس وصيفه أبا جمعة بن سالم الذي كان بوابا على الدار الكبرى بفاس الجديد ثم لما عزم على السفر عزله وولى مكانه ابن عمه سيدي