@ 162 @ .
عليهم فقبض عليهم وحيزت خيلهم وسلاحهم فشرى الداء وأعوز الدواء ثم زحف السلطان وانتشبت الحرب أول النهار ولما اشتد الحر وكان الزمان زمان مصيف تحاجزوا ثم عاد قاسم الرحماني فأنشب الحرب مع العشي فكانت الدبرة عليه وقتل وحمل رأسه على رمح وانهزم جيش المخزن ووقع الفشل في المحلة فتفرقت القبائل وباتوا لا يلوون على شيء ولما طلع النهار لم يبق مع السلطان إلا جيش المخزن فزحف الشراردة إلى المحلة ورأوا السلطان قد بقي في قلة فطمعوا فيه وأنشبوا الحرب فانهزم الجيش الذين كانوا مع السلطان وتركوا المحلة بما فيها فتوزعتها الشراردة شذر مذر وانحاز السلطان في حاشيته وقصد مراكش فلقيتهم في طريقهم ساقية ماء حبستهم عن المرور وخالط الشراردة القوم الذين كانوا مع السلطان وجعلوا يستلبون من ظفروا به منهم وتراكم المنهزمة على السلطان ولجؤوا إليه وقتل الشراردة عمر بن أبي ستة خلف ظهره .
ولما رأى السلطان رحمه الله ذلك نادى في الناس أن لا يقتل أحد نفسه على ولا على هذه الأسلاب أعطوهم منها ما شاؤوا واجتمع نحو العشرين من كبار الشراردة وتقدموا إلى السلطان فقالوا يا مولانا تحيز إلينا لئلا تصيبك العامة فانحاز إليهم وكان راكبا على بغلته فالتفوا عليه وساروا به إلى زاويتهم وأنزلوه بالدار المعروفة عندهم بدار الموسم واحترموه وغدوا وراحوا في خدمته وكان مع وصيفه فرجى صبيا صغيرا وهو الذي ولي إمارة فاس الجديد في دولة السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام وكان معه أيضا عبد الخالق بن كريران الحريزي شابا كما بقل عذاره وبقي عندهم ثلاثة أيام وحضرت الجمعة فصلاها عندهم وخطبوا به ومن الغد ركبوا معه وصحبوه إلى مراكش إلى أن وصلوا إلى عين أبي عكاز فودعوه ورجعوا ومما قال لهم عند الوداع إن الذين أرادوا أن يفتحوا باب الفتنة على الناس قد سد الله أبوابها برؤوسهم يعني الرحامنة وبعد وصول السلطان إلى مراكش