@ 163 @ .
بيوم أو نحوه عدا الرحامنة على محمد بن أبي ستة فقتلوه بسبب أن الشراردة كانوا قد أسروه ثم استحيوه واتخذوا عنده عهدا ويدا بأنه إذا أفضت إليه ولاية مراكش بعد أخيه عمر المقتول يحسن في إدارة أمرهم عند السلطان فسمع الرحامنة بذلك فقتلوه .
قال صاحب الجيش لما عزم السلطان على الخروج إلى زاوية الشرادي بعثني قبل ذلك بثلاث إلى السوس في شأن ابن أخيه المولى بناصر بن عبد الرحمن وكان عاملا عليها فكثرت الشكايات به إلى السلطان فبعثني في شأنه فلما جئت تارودانت تربصت قليلا فلم يفجأنا إلا خبر الهزيمة على السلطان بالروايات المختلفة فقائل يقول إنه قد قتل وآخر يقول إنه قد مات حتف أنفه وآخر يقول لا بأس عليه ثم ورد علينا كتابان من عند السلطان أحدهما بخط الكاتب مطبوعا والآخر بخط يده تحقيقا لسلامته يقول فيه إن هذه الحركة ما وقعت إلا لهلاك الظلمة والملبسين علينا المظهرين للمحبة لنا وهم في الباطن أعدى الأعادي مثل قاسم الرحماني وفلان وفلان وأما أولاد أبي ستة فقد قتل زرارة عمر على رائحة الرحامنة وقتل الرحامنة محمدا على رائحة أهل السوس والشريف سيدي محمد بن عبد الجليل الوزاني أصابته رصاصة رعاية رحمه الله عليه والحاصل هان علينا كسر الخابية بموت الفار وقد أحسنت في التربص فاترك الأمر على طيته واصحب معك أشياخ السوس وعدهم منا بالإحسان ومساعدتهم على ما يطلبونه منا والسلام اه .
ولما دخل السلطان مراكش راجع القوم الذين انهزموا عنه بصائرهم وأقبلوا إليه خاضعين تائبين وعلى أبوابه في العفو راغبين فما وسعه إلا الإعراض عن أفعالهم الذميمة وطاعتهم السقيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم أمرهم بالتهيىء لغزو برابرة الغرب فتوجهوا إلى بلادهم ليأتوا بحصصهم إلى عيد المولد الكريم فانقضى أجله رحمه الله