@ 161 @ .
القائد ودخل على السلطان فشرح له حال المهدي وما هو عليه من التهور والسمو بنفسه إلى المحل الذي لا يبلغه وأنه لا يستقيم أمر المخزن بتلك القبيلة معه ولم يزل به حتى أعطاه السلطان مائتين من الخيل أغار بها على الزاوية فانتهبوها على حين غفلة من أهلها وجلهم غائب في أعماله فتسامعوا بأن الخيل قد عاثت في ديارهم وجاؤوا على الصعب والذلول وأوقعوا بخيل المخزن واستلبوهم من خيلهم وسلاحهم وعادوا إلى مراكش راجلين فعظم ذلك على السلطان واغتاظ واتفق أن كان مع السلطان عامل مراكش أبو حفص عمر بن أبي ستة وعامل الرحامنة القائد قاسم الرحماني وكلاهما عدو للشراردة لا سيما الرحماني فشنعوا في ذلك بمحضر السلطان وأسدوا وألحموا في غزو الشراردة وتأديبهم حتى لا يعودوا لمثلها وفي أثناء ذلك ندم الشراردة على ما كان منهم وبعثوا إلى السلطان بالشفاعات وذبحوا عليه وعلى صلحاء مراكش فلم يقبل منهم ويقال إن ذلك لم يكن يبلغ السلطان لأن النقض والإبرام إنما كان لعمر بن أبي ستة وقاسم الرحماني وكان السلطان رحمه الله كالمغلوب على أمره معهما فلم يزالوا به حتى بعث إلى قبائل الحوز يستنفرهم لغزو الشراردة فاجتمعوا عليه وكان معه جيش الودايا وكبارهم مثل الطاهر بن مسعود الحساني والحاج محمد بن الطاهر وغيرهما ومعه القائد محمد بن العامري في بني حسن وغيرهم من قبائل الغرب .
ولما أجمع السلطان الخروج إليهم قدم أمامه قاسما الرحماني إذ كان قد تكفل له بأن يكفيه أمر الشراردة وحده فكان متسرعا إليهم قبل كل أحد فرابط بعين دادة ثمانية عشر يوما والوسائط تتردد بين السلطان وبين الشراردة وكادت كلمتهم تختلف إذ قام فيهم رجل مرابط اسمه الحبيب من أولاد سيدي أحمد الزاوية وبعث نحو الأربعين من الشراردة إلى السلطان سعيا في الصلح فأشار الرحماني وابن أبي ستة فيما قيل على السلطان بالقبض