@ 157 @ .
فقالوا كلهم سمعا وطاعة لا نفارقك حتى نرجع بك ولو مكثنا عشر سنين وعلى أثر هذا عقد السلطان لقائد خيل الجيش البخاري الحاج إبراهيم بن رزوق على مائتين من الخيل مفروضة من الحوزية والعبيد وأمره أن يسير إلى تطاوين ويقيم بمرتيل ويمنع أهلها من الوصول إلى المرسى ففعل وارتحل السلطان من العرائش يريد فاسا في قبائل الحوز فمر ببلاد سفيان ونزل بسوق الأربعاء منها قرب ضريح سيدي عيسى بن الحسن المصباحي فأصابه مرض هنالك وورد عليه الخبر بأن إبراهيم بن رزوق قد كاده صاحب تطاوين العربي بن يوسف حتى قبض عليه وعلى أصحابه وسلبهم وسجنهم فآلم هذا الخبر السلطان وزاده إلى ما به من المرض ثم أبل منه بعد أيام فنهض إلى فاس وعرج على طريق تازا ولما بات بسوق الخميس بالكور من بلاد الحياينة أغارت عليه غياثة ومن شايعهم من أهل تلك النواحي وكانوا قد دخلوا في بيعة أبي يزيد فداروا بالمحلة ونضحوها بالرصاص فقام السلطان وجعل يسكن الناس بنفسه ونهاهم عن الركوب والاضطراب فحفظ الله المحلة في تلك الليلة ولم يصب أحد من الناس ولا من الدواب وأصبحت قتلى العدو مصرعة حول المحلة ثم دخل السلطان مدينة تازا فوفد عليه بها أهل الريف وعرب آنقاد والصحراء وجعلوا يزدحمون عليه ليروا وجهه ويقولون إنه والله للسلطان لأن أهل فاس كانوا يشيعون موته ويكتبون بذلك إلى القبائل ثم تقدم السلطان إلى فاس فنزل بقنطرة وادي سبو وذلك أواخر رجب سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف وكان أهل فاس قد سئموا الحرب وعضهم الحصار وملوا دولة أبي يزيد فاختلفت كلمتهم عند ما قدم السلطان وهاجت الحرب داخل البلد بين شيعة السلطان وشيعة السعيد فكثرهم شيعة السلطان وفتحوا الباب وخرجوا إليه بالأشراف والصبيان والمصاحف وتهافتوا على فسطاطه تائبين خاضعين وجاء السعيد في جوار المولى عبد الرحمن بن هشام ومعه الأمين الحاج الطالب ابن جلون فكان جواب السلطان لهم أن قال ! < قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين > ! يوسف 92 وكان رحمه الله قد رأى