@ 148 @ .
على مثله فلما رأوا أن السلطان لم يساعدهم هجموا على القاضي وهو بمجلس حكمه وأرادوا قتله وسدد نحوه الشريف أبو عبد الله محمد الطاهر الكتاني كابوسا أخرجه فيه فأخطأه فانزعج القاضي ولزم بيته وقدموا مكانه الفقيه أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الدلائي ثم عزلوه وولوا مكانه الفقيه أبا عبد الله محمد العربي بن أحمد الزرهوني فكانت عاقبة أمره أنه لما أفضى الأمر إلى السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام رحمه الله نفاه إلى الصويرة والله تعالى أعلم $ خروج أهل فاس على السلطان المولى سليمان وبيعتهم للولى إبراهيم بن يزيد والسبب في ذلك $ .
لما استمر السلطان المولى سليمان رحمه الله مقيما بمراكش والفتن بفاس وسائر بلاد الغرب قد تجاوزت مداها وعم أذاها ورفعت الشكايات إليه من فاس وغيرها بما الناس فيه من الكرب العظيم والخطب الجسيم كتب رحمه الله بخط يده كتابا إلى أهل فاس يرشدهم إلى ما فيه صلاحهم من حلف البربر والاعتماد عليهم في حراسة بلادهم وسائر مرافقهم كما كانوا قديما أيام الفترة في دولة السلطان المولى عبد الله إلى أن يفرغ من شأن الحوز ويقدم عليهم هكذا زعم صاحب البستان .
قال أكنسوس كان مراد السلطان بذلك الكتاب تهييج أهل فاس على التمسك بطاعته وترغيبهم في محبته ونصرته وقد فعل مثل ذلك بمراكش فإنه جمع أعيانها وأعيان الرحامنة عقب صلاة الجمعة وقال لهم قد رأيتم ما جرت به الأقدار من فساد قلوب الرعية وتمادي القبائل على الغي والفساد ومن يوم رجعنا من وقعة ظيان ونحن نعالج أمر الناس فلم يزدادوا إلا فسادا وقد جرى على الملوك المتقدمين أكثر من هذا فلم ينقصهم ذلك عند رعيتهم بل قاموا معهم وأعانوهم على أهل الفساد حتى أصلحوهم وإني قد عجزت