@ 147 @ .
( يا أيها الملك الذي عدالته % أحيت مآثرها الصديق أو عمرا ) .
( يا أيها الملك الذي مناقبه % في غرة الدهر قد لاحت لنا قمرا ) .
( أنت الذي وضع الأشياء موضعها % وفي العلوم الذي أحيا الذي اندثرا ) .
( أنت الذي صير الدين القويم كما % أوصى به من سما الأملاك والبشرا ) .
( ولم يزل بك في عز وفي حرم % يجني ذوو العلم من رياضة ثمرا ) .
( تذب عنه بأسياف وآونة % بفكرة تحكم الأحكام والصورا ) .
( ومن يرم هدمه تأخذه صاعقة % من راحتيك فلا تبقى له أثرا ) .
( وقد شكا الدين من هضم ومن كمد % أصابه فهو يبكي الدمع منهمرا ) .
( سطت عليه يد القاضي الذي غمرت % أقضية الجور منه البدو والحضرا ) .
( أعفى مراسمه جورا وأبدله % جهلا بما يذهب الألباب والفكرا ) .
( جاء الولاية وهو من شبيبته % يرى القضا حرفة يجني بها وطرا ) .
( فلم يكن همه فيه سوى قنص % أو نخوة تترك الضعيف منكسرا ) .
( أما حقوق الورى فإنها عدم % مجهولة جعلت منبوذة بعرا ) .
( فاستنقذت ملة المختار جدك من % هذا الذي ما درى وردا ولا صدرا ) .
( يأتي الحكومة عباسا ومنقبضا % مما به من سقام يجلب الكدرا ) .
( فلا يرى أرسم الخصمين من ملل % لكن يحكم أوهاما بها جهرا ) .
( ويستبد برأيه وحيث بدت % فتوى تبصره ألقى بها حجرا ) .
( ولا يمكن خصما قد دعاه إلى % تسجيله ما رأى في الحكم معتبرا ) .
( ملت قلوب الورى منه وليس لهم % إلاك يا من به الإسلام قد نصرا ) .
( ضجوا لعزتكم يشكون سيرته % بعبرة تترك الفؤاد منفطرا ) .
( فأدركن يا عماد الدين صارمه % رعية ترتجي من حلمكم مطرا ) .
( فأنزلنه لقد طغى بعزته % ولم يخف في غد لظى ولا سقرا ) .
( واصرفه عنهم كصرفه ضعيفهم % واعزله عزلا فإن الأمر قد أمرا ) .
( فأنت غيثهم إن أزمة أزمت % وأنت كهفهم إن حادث ظهرا ) .
ولما وصل الرسم والقصيدة إلى السلطان رأى أن ذلك من التعصب الذي يحدث بين الأقران فرفضه لكمال أناته وعقله ولم يقبل شهادة عالم