@ 146 @ .
( وإمام الأنام يحلهم عنهم % ويوالي وما يفيد الولاء ) .
( نهبوا حارة اليهود وهدوا % دورهم وعرى النساء سباء ) .
( لو تراهم بين الرعايا عراة % يحتذيهم رجالهم والنساء ) .
( خفروا ذمة النبي فذموا % لعماء فلا سقاهم عماء ) .
( يا إمام الهدى عليك بقوم % ملأ الغرب بغيهم والبغاء ) .
( قد طم ظلمهم وعم أذاهم % وانجلى عنهم فحق الجلاء ) .
( كم سدلت عليهم أي ستر % ووهبت فما أفاد العطاء ) .
( وحدوت إلى الرشاد فحادوا % ودعوت فما أفاد الدعاء ) .
( نلت رشدا برشدهم وجهادا % فأبى منهم الرشاد إباء ) ) .
( وإذا خذل الإله أناسا % من محياهم يزول الحياء ) .
( فعبيد الإله خير عبيد % قد كفى منهم الإمام كفاء ) .
( حاربوا ضاربوا على الحق راعوا % ذمة الله لا عداهم علاء ) .
( فاتخذهم مواليا وجنودا % واصطفيهم فإنهم أصفياء ) .
( قد أصاب الأعادي منهم عذاب % ودهى منهم الدهاة دهاء ) .
( وإذا سخر الإله أناسا % لسعيد فإنهم سعداء ) .
( يا إله الأنام خذ بيديه % وأعنه فقد عناه العناء ) .
( فينام الأنام في ظل أمن % ورداه للماردين رداء ) .
( وعليه السلام ما سار سار % وشدت فوق ورقها الورقاء ) .
ثم حدث على تفئة ذلك فتنة أخرى بفاس بسبب نزاع جرى بين قاضيها الفقيه أبي الفضل عباس بن أحمد التاودي وبين مفتيها الفقيه أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الدكالي في قضية الشريفين الشفشاوني والعراقي من أهل فاس وهي معلومة فأنهى الأمر إلى السلطان فأخر الفقيه أبا عبد الله عن الفتوى فغضب للمفتي جماعة من المدرسين وطلبة العلم وتعصبوا له وتحزبوا على القاضي فكتبوا رسما يتضمن الشهادة بجوره وجهله ووضعوا خطوطهم وناطوا به قصيدة تتضمن الشكوى به وشرح حاله للسلطان ووجهوا بهما إليه ونص القصيدة