@ 142 @ .
تصلح أحوالهم ويراجعون الطاعة ولما سرحهم نكثوا العهد وازدادوا تمردا فلما أعيا السلطان أمرهم وكل أمرهم إلى الله وعزم على الخروج من مكناسة إلى فاس لما حدث بها من الشغب أيضا فولى على مكناسة وجند العبيد ولده المولى الحسن وكان له علم وحزم ثم خرج السلطان رحمه الله من مكناسة ليلا على خطر عظيم وأسرى ليلته ولم يعلم البربر بخروجه حتى أصبح وقد جاوز المهدومة وشارف وادي النجاة فتبعوه على الصعب والذلول ونهبوا كل من تخلف من الجيش واستولوا على كثير من روام السلطان وكان مع السلطان في تلك الليلة المرابط البركة أبو محمد عبد الله بن حمزة العياشي فجعل يكف البربر عن الجيش فلم يغن شيئا لأنه كان كلما كفهم من ناحية أغاروا من ناحية أخرى وخلص السلطان إلى فاس وقد ازداد حنقة على البربر فلما دخلها أمر بنهب دور البربر القاطنين بفاس فنهبوا كل من فيه رائحة البربرية ولو قديما فكان ذلك فتنة في الأرض وفسادا كبيرا وأقام السلطان بفاس إلى رجب من السنة المذكورة أعني سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف ثم خرج لإصلاح نواحي بلاد الهبط فوصل في خرجته هذه إلى قصر كتامة فمهد تلك البلاد وأمن سبلها ورجع إلى رباط الفتح فقدم عليه بها قبائل الحوز على بكرة أبيهم من حاحا والشياظمة وعبدة والرحامنة وأهل السوس والسراغنة وزمران وأهل دكالة وقبائل الشاوية وتادلا وقدم عليه أيضا قبائل بني حسن وعبيد الديوان وقبض في هذه المرة على نحو المائة من زعير وأودعهم السجن ودخل شهر رمضان ففرق عمال القبائل كلا إلى عمله وأمرهم بالقدوم عليه لعيد الفطر ويستصحبوا زكواتهم وأعشارهم وكان قد عزم على المقام برباط الفتح إلى أن يقيم سنة العيد به وتجتمع عليه العساكر فيتوجه بها لغزو البربر ثم بدا له رحمه الله فسافر مع قبائل الحوز إلى مراكش في عاشر رمضان المذكور