@ 140 @ .
الكلمة بفاس حتى أدى ذلك إلى الحرب وسفك الدماء ونهب الدكاكين وتراموا بالرصاص من أعلى منار مسجد الرصيف وبلغ ذلك السلطان وهو يومئذ بمكناسة يعالج داء البربر فزاده ذلك وهنا على وهن فكتب إلى أهل فاس كتابا شحنه بالوعظ والعتب وأمر ابنه المولى عليا أن يقرأه عليهم فجمعهم وقرأه عليهم حتى سمعوه وفهموه ونص الكتاب المذكور بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم إلى أهل فاس السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فإن العثماني بإصطنبول وأمره ممتثل بتلمسان والهند واليمن وما رأوه قط ولكن أمر الله يمتثلون ! < يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن > ! النساء 59 وكان صلى الله عليه وسلم لا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح واعلموا أن العمال ثلاثة عامل أكل السحت وأطعمه الغوغاء والسفلة وعامل لم يأكل ولم يطعم غيره انتصف من الظالم وعامل أكل وحده ولم يطعم غيره فالأول تحبه العامة والسفلة ويبغضه الله والسلطان والصالحون والثاني يحبه الله ويكفيه ما أهمه من أمر السلطان والثالث كعمال اليوم يأكل وحده ويمنع رفده ولا ينصر المظلوم فهذا يبغضه الله ورسوله والسلطان والناس أجمعون وهذا معنى حديث أزهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس الخ .
وحديث العمال ثلاثة الخ فلو كان للصفار مائدة خمر وطعام يأخذه من الأسواق ويتغذى عنده ويتعشى السفلة والفساق ويدعو اليوم ابن كيران وغدا ابن شقرون وبعده بنيس وابن جلون ويفرق عليهم من الذعائر لأحبوه وما قاموا عليه ولو أردتم النصيحة لله ولرسوله ولأميره لقدم علينا ثلاثة منكم أو ذكرتم ذلك لولدنا مولاي علي أصلحه الله فأخبرنا بذلك وقل للصفار الكلاب لا تتهارش إلى على الطعام والجيف فإذا رأت كلبا بباب دار سيده ولا شيء أمامه لم تعرج عليه وإن رأته يأكل فإن هو تعامى وأشركهم فيما يأكل أكلوا معه وسكتوا وإن هو قطب وجهه وكشر عن أنيابه تراموا عليه وغلبوه على ما في يده وهذا الصفار لم يتق الله ويزهد الزهد الذي ينصره الله به ولم يلاق الناس بوجه طلق ويطرف مما يأكله فسلطهم