@ 139 @ .
له نوع من الكشف شاع به خبره عند البربر وأكبوا عليه واشتهر أمره أيام السلطان سيدي محمد بن عبد الله ولما انتهى أمره نهض إلى قبيلة جروان الذين كانوا يخدمونه فنهبهم بسببه وفر مهاوش إلى رؤوس الجبال وبقي مختفيا إلى أن بويع السلطان المولى يزيد رحمه الله وكان قد اتصل بمهاوش قبل ولايته وذلك حين فر من والده ولجأ إليه حسبما مر فآواه مهاوش وأحسن إليه .
ولما بويع السلطان المذكور وفد عليه مهاوش في جماعة من قومه ففرح بهم المولى يزيد وأعطى مهاوش عشرة آلاف ريال وأعطى الذين قدموا معه مائة ألف ريال ولما هلك محمد وناصر هذا ترك عدة أولاد أكبرهم أبو بكر ومحمد والحسن إلا أنهم تبعوا سيرة أبيهم في مجرد التدجيل والتمويه على جهلة البربر وتثبيطهم على طاعة السلطان ولم يكن معهم ما كان مع والدهم من التظاهر بالخير والدين فأمر أمرهم عند أهل جبل فازاز واعتقدوهم ووقفوا عند إشارتهم ثم لما جاءت دولة السلطان المولى سليمان رحمه الله واتفقت له الهزيمة التي مر ذكرها وأمتلأت أيدي البربر من خيل المخزن وسلاحه وأثاث الجند وفرشه بطروا وظهر لهم إن ذلك إنما نالوه ببركة مهاوش لأنه كان يعدهم بشيء من ذلك فتمكن ناموسه من قلوبهم واستحكمت طاعتهم له وتمردوا على السلطان بسبب ما كانوا يسمعون منه إلا أن كيده كان قاصرا على أهل لسانه ووطنه لا يتعداهم إلى غيرهم ثم بعد ذلك بزمان انطفأ ذباله ولم يزل في انتقاص إلى الآن والله غالب على أمره $ حدوث الفتنة بفاس وقيامهم على عاملهم الصفار $ .
لما توالت هذه الفتن على السلطان رحمه الله وانفتقت عليه الفتوق وصار الناس كأنهم فوضى لا سلطان لهم قام عامة أهل فاس على عاملهم الحاج محمد الصفار فأرادوا عزله وتعصبت له طائفة من أهل عدوته وافترقت