@ 138 @ .
ذلك قبائل العرب واختلط الحابل بالنابل واشتد الأمر وبلغ الحزام الطبيين ولله در العلامة أبي مروان عبد الملك التاجموعتي إذ يقول .
( هم البرابر لا ترجو نوالهم % وسل من الله تعجيل النوى لهم ) .
( لا بلغ الله قلبا منهم أملا % وبلغ الله قلبي ما نوي لهم ) .
ثم لما سقطت هيبة السلطان وزال وقعه من القلوب سرى فساد القبائل إلى الجند فإن العبيد عادوا على كبيرهم القائد أحمد بن مبارك صاحب الخاتم فقتلوه افتياتا على السلطان مع أنه كان من أخص دولته لنجابته وكفايته وديانته واعتماد السلطان عليه في سائر مهماته ولما قتلوه اعتذروا للسلطان بأعذار كاذبة فقبل ظاهر عذرهم وطوى لهم على البت .
قال أكنسوس كان القائد أحمد وأبواه وإخوته قد أعطاهم السلطان سيدي محمد بن عبد الله لابنه المولى سليمان فنشأ القائد أحمد في كفالته وتخلق بأخلاقه من زمن الصبا إلى مماته وكانت حياته مقرونة بسعادة السلطان العادل المولى سليمان فإنه من يوم قتل رحمه الله سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف لم يلتئم شمل المملكة حتى توفي السلطان المذكور $ ذكر آل مهاوش وأوليتهم وما آل إليه أمرهم $ .
أما الذي كان منهم في دولة السلطان سيدي محمد بن عبد الله فاسمه محمد وناصر والواو في لغة البربر بمعنى ابن وكان والده مرابطا من آيت مهاوش فرقة من آيت سخمان منهم وكان جده أبو بكر من أتباع الشيخ أبي العباس سيدي أحمد بن ناصر الدرعي رحمه الله وكان الشيخ المذكور قد جرى في مجلسه يوما ذكر الدجال فقال الشيخ لا يخرج الدجال حتى تخرج دجاجيل من جملتهم مهاوش ومعناه من جملتهم ولد هذا الرجل فكان الأمر كذلك فإنه لما شب محمد وناصر قرأ القرآن والعربية والفقه وحصل على طرف من علم الشريعة ثم تنسك وتزهد ولبس الخشن فيقال إنه حصل