@ 135 @ .
ظيان بأنما نحن وأنتم واحد فإذا كان اللقاء فلا ترمونا ولا نرميكم إلا بالبارود وحده وذلك أن السلطان لما قدمهم للقتال في أول يوم منه وأخر عرب الحوز استرابوا بأنه إنما أراد أن يصدم بعضهم ببعض وتسلم له العرب ففعل ابن الغازي ما فعل ولما راح مقاتلة العرب مع العشي أخبروا السلطان بأن هؤلاء البربر الذين معه لا أمان فيهم وإنما ظلوا يترامون بالبارود لا غير ولأجل ذلك قد هلك من إخواننا كثير ولم يهلك منهم أحد فأسرها السلطان في نفسه ولم يبدها لهم ولما كان الغد وركب الناس للقتال أرسل إلى البربر أن لا يركب منهم أحد وقال لهم إني أردت أن أجرب العرب اليوم وأختبر فائدتهم فأظهروا الطاعة وتقدم العرب إلى القتال وأقام البربر في أخبيتهم إلى منتصف النهار ثم ركبوا خيولهم وتسابقوا إليها عن آخرهم قال المخبر بهذا الخبر شاهدتهم ساعة ركبوا فكنت لا ألتفت إلى جهة إلا رأيتها حمراء من كثرة سروجهم التي كانت على ظهور الخيل إذ ذاك ثم تصايحت البربر فيما بينها وتقدمت براياتها إلى الجهة التي فيها القتال وأتوا من خلف العرب الذين كانو في نحر العدو وهم يتصايحون فلم يردهم إلا صياح البربر من خلفهم وراياتهم قد أطلت عليهم من كل جهة وكانت شيئا كثيرا فظنوا أن ظيان قد التحفتهم من خلفهم فخشعت نفوسهم وفشلوا ورجعوا منهزمين لايلوي حميم على حميم فأخذتهم البربر من بين أيديهم ومن خلفهم يقتلون ويسلبون وحصل انزعاج كبير في المحلة وتمت الهزيمة عليها ولم يبق بها إلا جيش الودايا والعبيد هكذا أخبرني من شاهد هذه الوقعة ممن يوثق به .
وساق صاحب الجيش الخبر عنها بأن قال كان انخذال برابرة زمور برأي كبيرهم الحاج محمد بن الغازي وكانت له وجاهة في الدولة وكان الحسن بن حمو واعزيز كبير آيت أدراسن يساميه في المنزلة ولما خرج المولى إبراهيم بن السلطان في هذه الغزوة كان ابن واعزيز قد حظي لديه حتى صار من أخص ندمائه فنفس ابن الغازي عليه ذلك ودبر بأن جر