@ 134 @ .
وتفاحش حتى أصاب الناس منه أمر عظيم وفي هذا الوباء توفي الشيخ المرابط البركة سيدي العربي ابن الولي الأشهر سيدي المعطى بن الصالح الشرقاوي وضريحه شهير بأبي الجعد رحمه الله ونفعنا به وأسلافه آمين $ وقعة ظيان وما جرى فيها على السلطان المولى سليمان رحمه الله $ .
لما وصل السلطان رحمه الله إلى مراكش سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف أقام بها إلى رجب منها ثم أخذ في الاستعداد لغزو برابرة فازاز وهم آيت ومالو بطن من صنهاجة وعرفت الوقعة بوقعة ظيان فخذ منهم فحشد السلطان رحمه الله عرب الحوز كلهم وكتب إلى العبيد بمكناسة يأمرهم أن يوافوه بتادلا وكتب إلى ولده وخليفته بفاس المولى إبراهيم أن يوافيه بها بجيش الودايا وشراقة وعرب الغرب وبرابرته وعسكر الثغور وكان الناس يومئذ في شدة من هذا الوباء الذي عم الحواضر والبوادي وكان السلطان لما أخذ في استنفار هذه القبائل لا علم له بتفاحش الوباء بالمغرب وكان الواجب على ابن السلطان أن يعلم أباه بما الناس فيه من فتنة الوباء فيعفيهم من الغزو أو يؤخره إلى يوم ما فجمع ولد السلطان الجموع وجلهم كاره وسار لميعاد أبيه فوافاه بتادلا فاجتمع للسلطان فيما يقال من الجيوش نحو ستين ألفا وزحف إلى البربر فانتهى إلى بسيط آدخسان وبها مزارع البربر وفدنها فأرسل السلطان الجيوش في تلك الزروع وكانت شيئا كثيرا فأتوا عليها وبعث البربر إليه بنسائهم وولدانهم للشفاعة وأن يدفعوا للسلطان كل ما يأمرهم به من المال وينصرف عنهم فأبى وزحف إليهم فقاتلهم يوما إلى الليل ولقد أخبرني من حضر الوقعة أن المقاتلة كانت في هذا اليوم من عرب الغرب ومن برابرة زمور وجروان وآيت أدراسن إلا أن القتل استحر في العرب دون البربر وذلك أن كبير زمور الحاج محمد بن الغازي دس إلى