@ 133 @ .
وسائر الحاشية وخرجا مع الركب النبوي على الهيئة المعهودة في حفظ الله وفي هذه السنة عزل السلطان وصيفه ابن عبد الصادق عن فاس وولى عليها كاتبه أبا العباس أحمد الرفاعي الرباطي المدعو القسطالي كان يعلم أولاده فنقله عن ذلك إلى مرتبة الولاية وأوصاه أن يسير بالعدل في الضعفاء والمساكين ويشتد على الفجرة والمتمردين وفي هذه السنة عشية يوم الاثنين سابع ربيع الثاني منها توفي الشيخ العلامة المحقق الأديب البليغ أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون بن عبد الرحمن السلمي المرداسي الشهير بابن الحاج صاحب التآليف الحسنة والفوائد المستحسنة والخطب النافعة والحكم الجامعة رحمه الله ونفعنا به .
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف عزل السلطان الفقيه أبا العباس عن فاس لعجزه عن القيام بالخطة وولى على فاس خديمه الحاج أبا عبد الله محمد الصفار من بيت رياسة وفي هذه السنة أبطل السلطان الجهاد في البحر ومنع رؤساءه من القرصنة به على الأجناس وفرق بعض قراصينه على الإيالات المجاورة مثل الجزائر وطرابلس وما بقي منها أنزل منها المدافع وغيرها من آلة الحرب وأعرض عن أمر البحر رأسا بعد أن كانت قراصين المغرب أكثر وأحسن من قراصين صاحب الجزائر وتونس قاله منويل وفي هذه السنة قدم ولدا السلطان المولى علي والمولى عمر من المشرق مع الركب ونزلوا بثغر طنجة وكان السلطان قد بعث إليهما بمركب من مراكب النجليز فانتهى إلى الإسكندرية وحملهما ومن معهما من الخدم والتجار وسائر الحاج ولما نزلوا بطنجة حدث الوباء بالمغرب فقال الناس إن ذلك بسببهم فانتشر أولا بتلك السواحل ومنها شاع في الحواضر والبوادي إلى أن بلغ فاسا ومكناسة في بقية العام .
ولما دخلت سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف شاع الوباء وكثر في بلاد الغرب فتوجه السلطان إلى مراكش وكان الأمر لا زال محتملا ثم زاد