@ 116 @ .
والمعروف من حال السلطان المولى سليمان رحمه الله خلاف هذا فإنه كان قلما تشكو رعية إليه بعاملها إلا ويعزله عنها تحريا للعدل واتهاما للعمال حتى لقد عيب عليه ذلك في بعض الأحوال من جهة السياسة ولما أعيا السلطان أمرهم تركهم فوضى ووكل القائد عياد بن أبي شفرة بتدبير أمرها وتوجه إلى مراكش فكان عياد على أمرهم أعجز وبسياستهم أجهل وصار يتألفهم بالعطاء ويجري المؤن على كل من يقدم عليه منهم من طعام وعلف ونحو ذلك فكان ذلك مما زاد في طغيانهم حتى كانوا ينهبون أموال الناس ومتاعهم بباب فاس ويدخلون لقبض الخفارة وأخذ الميرة وإذا تكلم أحد من أهل البلد قال القائد المذكور إن السلطان أمرني بذلك وربما عاقب من يعترض عليه وإنما أمره السلطان أن يسوسهم على الوجه الذي لا ضرر فيه على الدولة ولا على الرعية والله أعلم $ إجلاب السلطان المولى سليمان على برابرة كروان ورجوعه عنهم من آصرو وما نشأ عن ذلك $ .
لما وصل السلطان إلى مراكش استنفر قبائل الحوز كلها وقدم بهم إلى مكناسة واستنفر قبائل الغرب من الأحلاف والحياينة وأهل الفحص وأهل الغرب وبني حسن وأهل الثغور وضرب البعث على جيش العبيد والودايا وشراقة وأولاد جامع واستصحب معه البربر الذين هم في طاعته حتى لم يبق أحد بالمغرب وخرج في هذا الجمع العظيم قاصدا كروان وهم يومئذ بتاسماكت ولما وصل إلى الموضع المعروف بآصرو وبقي بينهم وبينه نصف مرحلة بحيث صار يرى محلتهم ويرون محلته بدا له فرجع يريد آيت يوسي فكان ذلك الرجوع سبب الخذلان ولما رأته عيون كروان راجعا ظنوا به جبنا فجرؤوا على الجيش وتبعوه من خلفه إلى أن خالطوا أخريات