@ 117 @ .
الناس فأوقعوا بهم وقتلوا ونهبوا وأين أوله بينهما مرحلة ولا علم للسابق بما جرى على اللاحق ثم نزل السلطان على آيت يوسي بقرب آعليل وصاروا بنو مكيلد أمامه وكروان من خلفه ولم يكن علم بما وقع في العسكر من النهب والقتل إلى أن ورد عليه منهزمة العبيد ليلا فأخبروه بما وقع وأن قائد عسكره أبا عبد الله محمد بن الشاهد قد قتل في جماعة من القواد وغيرهم ففت ذلك في عضده وتجلد رحمه الله ليلته تلك ولما أصبح ركبت العساكر وقصدت آيت ومالو الذين كانوا مع آيت يوسي ولما وقعت الحرب انهزم عسكر السلطان وألجأهم البربر إلى شعب لا منفذ له فترجلوا وتركوا الخيل ونجوا بأعناقهم وحمتهم آيت يمور وآيت أدراسن حتى خلصوهم وكانت حلتهم قريبا من العسكر فلو تبعوهم لوقعوا عليها ولما حصلت هذه المزية لهؤلاء البربر الذين هم شيعة السلطان ولم تظهر للعرب مزية حقدوا ذلك عليهم وصاروا كل من دنا من المحلة منهم قبضوا عليه وقتلوه وقالوا إن البربر كلهم سواء فلما وقع ذلك بشيعة السلطان امتعضوا ورفعوا أمرهم إليه فأمر كاتبه وعامله محمدا السلاوي أن ينظر في أمرهم فبحث القائد المذكور حتى اطلع على حقيقة الأمر وعلم فساد نية البربر لما وقع بهم من القتل وسط المحلة ورأى أن القصاص في ذلك الوقت متعذر وأن عاقبته غير مأمونة فأشار على السلطان بالرجوع قبل أن يتسع الخرق على الراقع فرجع وكان رجوعه أكبر غنيمة وكثرة هذه الجموع بلا ترتيب سبب تلك الهزيمة والأمر كله لله وهذه الوقعة تعرف عند الناس بوقعة آصرو إضافة إلى الموضع الذي انتهى إليه السلطان من بلاد البربر ثم رجع عنه وقد جعلها العامة تاريخا يقولون كان ذلك عام وقعة آصرو والله تعالى أعلم