@ 113 @ .
من غير قتال وتركوا أثقالهم بيد العدو ولم يجتمعوا إلا على وادي ملوية ومن هناك انفض الأحلاف إلى بلادهم ووقف باعقيل بالجيش وأحجم عن القدوم خوفا من السلطان فبعث إليه من قبض عليه وأتاه به فنكبه وعزله عن فاس وولى عليها وصيفه ابن عبد الصادق ثم عزله وولى عليها محمد واعزيز .
ثم دخلت سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف فيها خرج السلطان المولى سليمان بالعساكر إلى تادلا يريد بني موسى وآيت أعتاب ورفالة وبني عياط الذبح آووا بني موسى فبث السلطان عليهم العساكر فنهبوا بني موسى ومن آواهم من رفالة وبني عياط وأحرقوا مداشرهم وقطعوا أشجارهم وأبلغوا في النكاية إلى أن أذعنوا إلى الطاعة وجبوا زكواتهم وأعشارهم وعادوا منصورين وفي السنة المذكورة فتح على السلطان إقليم تيكرارين وتوات من أقصى الصحراء وجبى عامله خراجهم وعاد سالما معافى وفيها حدثت الحرب بين السلطان مصطفى بن عبد الحميد العثماني وبين الموسكوب فكتب العثماني إلى السلطان يطلب منه أن يشد عضده بأن يقيم قراصينه بباب البوغاز من مرسى طنجة لئلا تدخل قراصين الموسكوب منه وتعيث في الجزر التي هي في ملكة العثماني كما فعلت في دولة عمه السلطان مصطفى بن أحمد فأمر السلطان رحمه الله رؤساء قراصينه بالتهيىء والمقام هنالك ففعلوا ولم يظهر شيء حكى هذا الخبرصاحب البستان .
ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف فيها عقد السلطان لوصيفه القائد أحمد بن مبارك صاحب الطابع على جيش كثيف وضم إليه جماعة من قواد الجند والقبائل وسار حتى نزل على حدود بلاد آيت ومالو وأحاطت العساكر السلطانية بهم من كل جهة وكان ذلك في فصل الشتاء فمنعوهم من النزول إلى البسيط للمرعى وجلب الميرة إلى أن ضاعت مواشيهم وأذعنوا