@ 95 @ .
الخليفة المولى الطيب وصاحب مشورته فلما كان وقت اللقاء تخاذلوا عنه وجروا عليه الهزيمة وتركوا أخبيتهم وأثاثهم بيد العدو ورجعوا مفلولين إلى السلطان برباط الفتح وهم عشرة آلاف فارس كما مر فما وسع السلطان رحمه الله إلا الرجوع بهم إلى فاس لتجديد آلة السفر والغزو ثانيا وإخلاف ما ضاع من الأخبية والسلاح والأثاث حسبما يذكر بعد إن شاء الله $ ثورة محمد بن عبد السلام الخمسي المعروف بزيطان بالجبل $ .
لما كانت سنة ثمان ومائتين وألف ثار بقبيلة الأخماس من جبال عمارة رجل من طلبتها يقال له محمد بن عبد السلام ويدعى زيطان فاجتمعت عليه سماسرة الفتن من كل قبيلة وكثر تابعوه وكان السبب في ثورته أن القائد قاسما الصريدي كان واليا بتلك الناحية أيام المولى يزيد رحمه الله فلما بويع المولى سليمان ولى على تلك الناحية القائد الغنيمي المتقدم الذكر وكان عسوفا فيما قيل فقبض على القائد قاسم واستصفى أمواله وبث عليه العذاب كي يظهر ما بقي عنده حتى هلك في العذاب فثار زيطان واجتمعت عليه الغوغاء من أهل تلك البلاد ولما شرى داؤه بعث السلطان بجيش إلى القائد الغنيمي وأمره أن يقصد زيطان وجمعه فزحف إليه ببلاد غصاوة قرب وازان وأوغل في طلبه فنهاه من معه من رؤساء الجيش عن التورط بالناس في تلك الجبال والشعاب فلج واقتحمها بخيله وراميته ولما توسطها سالت عليه الشعاب بالرماة من كل جانب وهاجت الحرب وأحاط العدو بالجيش فقتلوا منهم وسلبوا كيف شاؤوا وردوهم على أعقابهم منهزمين ولما اتصل خبر الهزيمة بالسلطان اغتاظ وقبض على الغنيمي ومكن منه أولاد قاسم الصريدي فباشروا قتله بأيديهم واقتصوا منه بأبيهم وولى على قبائل الجبل أخاه المولى الطيب وفوض إليه أمر الثغوروأنزله طنجة وبقي المولى