@ 94 @ .
وفرس آخر كان عليه مملوك لي قتل في المعركة قال ثم خلصت إلى وهران فنزلت عند الباي محمد باشا فأظهر التأسف والتوجع وراودني على المقام فأبيت ثم ذكر الصياني أنه بعد هذا ذهب إلى تلمسان واجتمع هنالك بالمولى مسلمة بن محمد وتلاوما وتعاتبا حسبما ذكرناه آنفا وكان ذلك أواخر سنة ست ومائتين وألف $ بعث السلطان المولى سليمان الجيوش إلى الحوز ونهوضه على أثرها إلى رباط الفتح وعوده إلى فاس .
قد قدمنا أن أهل مراكش وقبائل الحوز كانوا متمسكين بدعوة المولى هشام بن محمد من لدن دولة المولى يزيد رحمه الله ولما صفت بلاد الغرب للسلطان المولى سليمان رحمه الله تاقت نفسه إلى تمهيد بلاد الحوز والاستيلاء عليها فعقد لأخيه المولى الطيب بن محمد على عشرة آلاف من الخيل وعين معه جماعة من قواد الجيش وبعثهم إلى قبائل الشاوية وذلك أواخر سنة سبع ومائتين وألف ثم زحف السلطان على أثرهم إلى رباط الفتح فمحا بقية آثار الفتنة التي نشأت بها وأقام ينتظر ما يكون من أمر أخيه .
وفي سادس شوال من السنة صلى السلطان الجمعة بمسجد القصبة منها وكان هو الإمام وخطب خطبة بليغة تشتمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من الحرام واجتناب الآثام ووعد وأوعد وقال في آخر خطبته وانصر اللهم جيوش المسلمين وعساكرهم ودعا لكافة الأمة وصلى في الركعة الأولى بسورة الجمعة وفي الثانية بسورة الغاشية الخ ولما قدم المولى الطيب بلاد الشاوية تنافس قواد الجيش الذين معه وتنازعوا الرياسة وصار كل واحد منهم يرى أنه صاحب الأمر وكان من أعظمهم تهورا القائد الغنيمي كان من قواد المولى يزيد رحمه الله فأبقاه المولى سليمان على رياسته تألفا له فاستبد على سائر القواد في الرأي إذ كان رديف