@ 93 @ .
باشا المذكور فعاود إكرامه ثم طلب منه أن يشفع له عند أخيه المولى سليمان فكتب له بذلك فأخذ كتابه وانحدر إلى وهران وطلب من أميرها الشفاعة أيضا فكتب له وبعث بمكاتيب الأميرين إلى السلطان المولى سليمان فقبله وأمره أن يذهب إلى سجلماسة ينزل بها بدار والده ويرتب له ما يكفيه من مؤنة وكسوة ويقاسمه نعمته ويبقى بعيدا عن سماسرة الفتن حتى لا يجدوا سبيلا إلى إيقاد نار الفتنة فلما بلغه جواب أخيه لم يرض ذلك وعاد إلى المشرق فبقي يتردد به إلى أن وافته منيته واستراح من تعب الدنيا رحمه الله $ نهب عرب آنقاد لركب حاج المغرب وما نشأ عن ذلك $ .
ثم بلغ السلطان المولى سليمان رحمه الله أن جماعة من التجار والحجاج الذين قدموا من المشرق خرجوا من وجدة متوجهين إلى فاس فلما توسطوا أرض آنقاد عدت عليهم عربها فنهبتهم فاستدعى السلطان رحمه الله الكاتب أبا القاسم الصياني وأمره بالمسير إلى وجدة يكون واليا بها ويصلح ما فسد من أعمالها فكره الصياني ذلك واستقال فلم يقله السلطان وعزم عليه في المسير إليها وعين له مائة فارس تذهب معه فامتثل راغما وأضمر أنه إن فارق السلطان يذهب إلى أحد الحرمين الشريفين فيقيم به بقية عمره وجمع موجوده وخرج فخرج معه قفل التجار الذي كان محصورا بفاس ولما توسطوا أرض آنكاد وجدوا العرب في انتظارهم فثأروا بهم وقاتلوهم فتماسكت خيل السلطان هنيئة ثم كثرهم العرب فهزموهم ولم يبق من تلك الخيل إلا قائدها في عشرة من إخوانه وانتهبت العرب ما كان في ذلك القفل من أمتعة التجار وسلعها ولم ينج من نجا منه إلا بنفسه قال الصياني فلجأنا إلى قصبة العيون وتفرق جمعنا وقتل منا سبعة نفر وجرح آخرون فبعثت من أتانا بالقتلى فدفناهم ثم سرحت قائد الخيل إلى وجدة مع بعض العرب الذين هنالك وطلعت أنا مع برابرة بني يزناسن وليس معي إلا مركوبي