@ 92 @ .
بلغه أن المولى مسلمة معسكر ببلاد الحياينة فنهض إليه من فاس فأوقع به فانهزم المولى مسلمة وجيشه ونهب جيش السلطان حلة الحياينة وجاؤوا تائبين فعفا عنهم ونظمهم في سلك الجماعة وتفرق عن المولى مسلمة كل من كان معه من عرب الخلط وأهل الجبل ولم يبق معه إلا خاصته وأولاده وابن أخيه المولى حسن بن يزيد فسار إلى جبل الزبيب فلم يقبلوه ثم انتقل إلى الريف فأهملوه ثم صعد إلى جبل بني يزناسن فطردوه ثم توجه إلى ندرومة فمنعه صاحبها من الوصول إلى الباي صاحب الجزائر وكان ذلك عن أمر منه فتوجه إلى تلمسان وأقام بها .
قال صاحب البستان وهناك اجتمعت به في ضريح الشيخ أبي مدين بالعباد يعني حين قدم تلمسان مفارقا للسلطان المولى سليمان وزعم أن المولى مسلمة لما اجتمع به لامه على تخذيل الناس عن بيعته وحضه إياهم على بيعة أخيه المولى سليمان قال فبينت له حال المولى سليمان وما هو عليه من اتباع سيرة والده في العدل والرفق بالرعية وبذلك أحبه الناس فلما سمع كلامي بكى واعترف بالحق وتلا قوله تعالى ! < ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير > ! الأعراف 188 ثم طلب من صاحب الجزائر أن يأذن له في الذهاب إلى المشرق والمرور بإيالته فأبى وبعث من أزعجه من تلمسان إلى سجلماسة .
ولما اتصل خبره بالسلطان المولى سليمان وأنه عاد إلى سجلماسة أرسل إليه مالا وكسى وعين له قصبة ينزلها ورتب له ما يكفيه في كل شهر كسائر إخوته فلم يطب له مقام بها وسار إلى المشرق فاجتاز في طريقه بصاحب تونس الأمير حمودة باشا ابن علي باي .
قال صاحب الخلاصة النقية قدم المولى مسلمة بن محمد على الأمير حمودة باشا شريدا أثر خلعه من مملكة فاس فأنزله أسنى منزلة وأجرى عليه جراية سلطانية وبالغ في بره اه ثم أن المولى مسلمة سافر إلى المشرق فأقام بمصر مدة ثم توجه إلى مكة فنزل على سلطانها صهره على أخته فأكرمه ورتب له جراية ثم عاد من مكة إلى مصر وساءت حاله في هذه المدة وضاقت عليه الأرض بما رحبت فرجع إلى تونس ونزل على حمودة