@ 86 @ $ حدوث الفتنة بالمغرب وظهور الملوك الثلاثة من أولاد سيدي محمد بن عبد الله وما نشأ عن ذلك $ .
لما قتل المولى يزيد رحمه الله بمراكش افترقت الكلمة بالمغرب فأقام أهل الحوز وأهل مراكش على التمسك بدعوة المولى هشام وشايعه على أمره القائد أبو زيد عبد الرحمن بن ناصر العبدي صاحب آسفي وأعمالها والقائد أبو عبد الله محمد الهاشمي بن علي بن العروسي الدكالي البوزراري وكان المولى مسلمة بن محمد شقيق المولى يزيد خليفة عنه ببلاد الهبط والجبل يدبر الأمر بثغورها وينظر في أمورها فلما اتصل به خبر وفاة أخيه دعا إلى نفسه أهل تلك البلاد فبايعوه واتفقت كلمتهم عليه ووصل خبر موت المولى يزبد إلى فاس وأعمالها فبايعوا المولى سليمان بن محمد رحمه الله وكان من أمره ما نذكره $ الخبر عن دولة أمير المؤمنين أبي الربيع المولى سليمان بن محمد رحمه الله $ .
كان المولى سليمان بن محمد رحمه الله أعلق بقلب أبيه من سائر إخوته على ما قيل لسعيه فيما يرضي الله ورسوله ويرضي والده واشتغاله بالعلم والعكوف عليه بسجلماسة وغيرها ولم يلتفت قط إلى شيء مما كان يتعاطاه إخوته الكبار والصغار من أمور اللهو كالصيد والسماع ومعاقرة الندمان وما يزري بالمروءة ولم يأت فاحشة قط من صغره إلى كبره وكان رحمه الله يرى له ذلك ويثيبه عليه بالعطايا العظيمة والذخائر النفيسة والأصول المعتبرة التي تغل الألف وأكثر وينوه بذكره في المحافل ويبعث إليه بأعيان الفقهاء والأدباء إلى سجلماسة ليقرأ عليهم ويأخذ عنهم ويدعو له في كل موقف على رؤوس الأشهاد ويقول إن ولدي سليمان رضي الله عنه لم يبلغني عنه قط ما يكدر باطني عليه فأشهدكم أني عنه راض ونشأ رحمه الله نشأة حسنة