@ 87 @ .
طيبة وكانت شمائل الملك لائحة عليه إلى أن أظفره الله به وكنا قدمنا أنه قدم على أخيه المولى يزيد بقبائل الصحراء فأجل مقدمه وأكرم وفادته فأقام المولى سليمان رحمه الله بفاس إلى أن كانت وفاة المولى يزيد في التاريخ المتقدم فاتصل خبر موته بأهل فاس ومكناسة فقاموا على ساق واتفق العبيد والودايا والبربر وأهل فاس على بيعته لما كان عليه من العلم والدين والفضل وسائر الأوصاف الحميدة التي تفرد بها عن غيره ولما قدم العبيد والبربر من مكناسة إلى فاس اجتمعوا بأعيان الودايا وأهل فاس ودخلوا ضريح المولى إدريس رضي الله عنه وبايعوا أمير المؤمنين المولى سليمان يوم الأثنين سابع عشر رجب سنة ست ومائتين وألف ولما تمت بيعته انتقل إلى فاس الجديد فاستقر بدار الملك منها وقدمت عليه وفود القبائل من العرب والبربر بهداياهم ثم قدم عليه بعدهم قبائل بني حسن وأهل الغرب ثم أهل العدوتين سلا ورباط الفتح وانحرف بعض أهل رباط الفتح عن بيعته كما سيأتي ثم قدم عليه أهل الثغور الهبطية بعد أن توقفوا عن بيعته مدة يسيرة لأنهم كانوا قد بايعوا المولى مسلمة كما مر .
ونص بيعة أهل فاس الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الحمد لله الذي نظم بالخلافة شمل الدين والدنيا وأعلى قدرها على كل قدر فكانت لها الدرجة العليا وأشرق شمسها على العوالم وأنار بنورها المعالم وأصلح بها أمر المعاش والمعاد وألف بها بين قلوب العباد من الحاضر والباد وجعلها صونا للدماء والأموال والأعراض وغل بها أيدي الجبابرة فلم تصل إلى مفاسد الأغراض وقام بها أمر الخلق واستقام وأقيمت الشرائع والحدود والأحكام ونصب منارها علما هاديا وأقامه إلى الحق داعيا فأوى لظلها الوريف القوي والضعيف والمشروف والشريف فسبحان من قدر فهدى ولم يترك الإنسان سدى بل أمره ونهاه وحذره اتباع هواه وطوقه القيام بالنفل والفرض وهو أحكم