@ 85 @ .
فأغرق جميع من كان خارج المدينة في تلك الجهة وصادف قافلة ذاهبة إلى مراكش فيها من الدواب والناس عدد كثير فأتلف الجميع ورمى بالقوارب والزوارق التي في الوادي إلى مسافة بعيدة جدا ثم بعد هذه بنحو ستة وعشرين يوما عادت زلزلة أخرى أشد من الأولى بعد صلاة العشاء هي التي أثرت في مكناسة غاية وهلك تحت الهدم بها نحو عشرة آلاف نفس وفعلت بفاس أيضا فعلا شنيعا انظر تمام كلامه فقد أطال في وصفها .
وفي يوم الأحد التاسع والعشرين من رمضان سنة سبع وسبعين ومائة وألف انكسفت الشمس وبقي منها مثل الهلال ثم انجلت بعد حين .
وفي فجر يوم الأحد الثامن والعشرين من ربيع الثاني سنة إحدى وثمانين ومائة وألف توفي الشريف البركة مولاي الطيب بن محمد الوزاني وعمره ينيف على الثمانين سنة وبعد صلاة العصر من يوم الأربعاء الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف انكسفت الشمس وظهرت النجوم لكثرة الظلام ثم انجلت ورجعت لحالها بعد نصف ساعة ونحوها .
وفي أعوام تسعين ومائة وألف كانت المجاعة الكبيرة بالمغرب وانحبس المطر ووقع القحط وكثر الهرج ودام ذلك قريبا من سبع سنين .
وفي أواخر ربيع الثاني سنة أربع وتسعين ومائة وألف توفي الشيخ العلامة الإمام المحقق البارع أبو عبد الله محمد بن الحسن بناني الفاسي الفقيه المشهور صاحب التآليف الحسان مثل حاشيته البديعة على شرح الشيخ عبد الباقي الزرقاني على مختصر خليل حكى العلامة الرهوني في حاشيته قال لما أخبر الشيخ التاودي ابن سودة بوفاته جاء فزعا وهو يبكي فلقيه بعض الناس فقال له الله يجعل البركة فيكم فقال لم تبق بركة بعد هذا الرجل وذلك لمعرفته بمكانته .
وفي ضحى يوم السبت الثامن عشر من صفر سنة ست وتسعين ومائة وألف توفي الشريف البركة المولى أحمد بن الطيب الوزاني رحمه الله ونفعنا به وبأسلافه آمين