@ 84 @ .
فكان أهل اليسار لا ينامون لحراستهم دورهم وأمتعتهم وهلك من الجوع عددا لا حصر له حتى لقد أخبر صاحب المارستان أنه كفن في رجب وشعبان ورمضان ثمانين ألفا وزيادة سوى من كفنه أهله هذا بفاس وليقس عليها غيرها .
وفي زوال يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شوال سنة ثمان وخمسين ومائة وألف توفي قاضي سلا الفقيه العلامة السيد أبو عمرو عثمان التواتي ودفن داخل روضة سيدي الحاج أحمد بن عاشر رضي الله عنه .
وفي سنة ثلاث وستين ومائة وألف كان الوباء بالمغرب وانحباس المطر فلحق الناس من ذلك شدة ثم تداركهم الله بلطفه .
وفي سنة تسع وستين ومائة وألف كانت الزلزلة العظيمة بالمغرب التي هدمت جل مكناسة وزرهون ومات فيها خلق كثير بحيث أحصي من العبيد وحدهم نحو خمسة آلاف وتكلم لويز مارية على هذه الزلزلة فقال إنها مكثت ربع ساعة وتشققت الأرض منها واضطراب البحر وفاض حتى ارتفع ماؤه على سور الجديدة وفرغ فيها ولما رجع البحر إلى مقره ترك عددا كثيرا من السمك بالبلد وفاض على مسارحهم ومزارعهم وأشباراتهم فنسف ذلك كله نسفا واضطربت المراكب والفلك بالمرسى فتكسرت كلها وفر نصارى البلد إلى الكنيسة وتركوا ديارهم منفتحة ومع ذلك لم يفقد منها شيء لاشتغال الناس بأنفسهم وتكلم صاحب نشر المثاني على هذه الزلزلة فقال وفي ضحوة يوم السبت السادس والعشرين من المحرم سنة تسع وستين ومائة وألف زلزلت الأرض زلزالها ومادت شرقا وغربا واستمرت كذلك نحو درج زماني وفاض ماء البرك والصهاريج على البيوت وتكدرت العيون ووقف ماء الأودية عن الجري وسقطت الدور وتصدعت الحيطان وأخذ الناس في هدم ما تصدع خوف سقوطه وفزع الناس وتركوا حوانيتهم وأمتعتهم ووقع بمدينة سلا أن ماء البحر انحصر عنه إلى أقصاه فجاء الناس ينظرون إليه فرجع الماء إلى جهة البر وتجاوز حده المعتاد بمسافة كبيرة