@ 76 @ $ بيعة أمير المؤمنين المولى يزيد بن محمد رحمه الله $ .
لما توفي السلطان سيدي محمد رحمه الله في التاريخ المتقدم وبلغ خبر موته المولى يزيد وهو بالحرم المشيشي بايعه الأشراف هنالك وسائر أهل الجبل وتقدم إليه السابقون من الجند الذين كانوا محاصرين له فبايعوه واستتب أمره فتوجه إلى تطاوين إذ هي أقرب الثغور إليه فبايعه أهلها والقبائل المجاورة لها وأطلق الجند على يهود تطاوين فاستباحهم واصطلم نعمتهم ثم وفد عليه أهل طنجة والعرائش وآصيلا فقابلهم بما يجب ثم توجه إلى طنجة فخرج عسكرها للقائه ففرح بهم وأحسن إليهم وبها قدم عليه وفد أهل فاس من أشرافها وعلمائها وأعيانها فأكرمهم وولى عليهم أبا عبد الله محمد العربي الذيب ثم انتقل إلى العرائش فوفاه بها حاشية أبيه وخدمه ووجوه دولته بمتخلف والده وقبابه وخيله وبغاله وسائر أثاثه فأحسن إليهم وصاروا معه في ركابه إلى زرهون ولما وصل إليها قدم عليه أخوه المولى سليمان من تافيلالت بقبائل الصحراء عربها وبربرها ومعه بيعت أهل سجلماسة وكان قد استجار به محمد واعزيز فإنه كان خائفا على نفسه من المولى يزيد لانحرافه عنه أيام أبيه فسار في صحبته بقبائله ولما اجتمع بالسلطان سامحه وأبقاه على قومه ولما دخل مكناسة قدمت عليه قبائل الغرب كلها عربها وبربرها حتى عصاة آيت ومالو ودجالهم مهاوش فأعطى مهاوش وحده عشرة آلاف ريال وأعطى الذين قدموا معه مائة ألف ريال ثم قدمت عليه قبائل الحوز كله من عرب وبربر لم يتخلف عن بيعته أحد وقدم عليه أهل مراكش وأعمالها ببيعتهم ونصها .
الحمد لله المنفرد بالملك والخلق والتدبير الذي أبدع الأشياء بحكمته واخترع الجليل منها والحقير الغني عن المعين والمرشد والوزير ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير يؤتي الملك من يشاء ويعز من يشاء وهو